"من ينقذ عائلتنا من الضياع.. من يمنع تشتتنا.. من يأوي عائلتنا ويحفظ شرفنا وعرضنا ؟"... بهذه الكلمات استقبلتنا عائلة المرحومة روينة شامة، في بيتها الجديد .. الشارع .. صانعين لوحة واقعية من البؤس والشقاء، في شوارع بلدية بوزريعة بأعالي العاصمة. تتكون عائلة المرحومة روينة شامة من تسعة أفراد بينهم البطال، والموظف البسيط والحائز على الباكالوريا.. ويقضي أفرادُها أيامَهم قبالة مقر بلدية بوزريعة، هذا لصحيح البنية، أما مرضاهم فيتكفل بهم أحد جيرانهم الذي تطوّع للمساعدة كأضعف الإيمان.. أما إذا أرخى الليل سدوله عليهم، فتأوي هذه العائلة لأحد المستودعات التي وضعها أحد "الطيبين" تحت تصرفهم، في انتظار كرائه.. وتعيش هذه العائلة المتوفى عنها أولياؤها هذه المأساة منذ قرار الطرد، بتسخير القوة العمومية، الذي أصدره السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس في نهاية الشهر الثالث من الشهر المنقضي، حيث أمرت الغرفة المدنية الثانية بمجلس قضاء الجزائر في نوفمبر 2005 بإخلاء المسكن الأرضي البسيط بحي الإدريسي ببوزريعة، لصالح السيد أ.ع ، إلا أن القرار تأجّل إلى غاية ال21 من جويلية الماضي، نظرا للإجراءات الأولية للتنفيذ. وحسب الناطقة باسم إخوتها، الآنسة جميلة، فإن البلدية في كل مرة تُرسل قوات الشرطة لطردهم من أمام مقر البلدية، وهو ما نفاه رئيسها السيد احمد جادير، في اتصال مع الشروق اليومي، قائلا:" نحن موجودون لمساعدة الناس، وليس لطردهم"، وأضاف:" كان ينبغي لهذه العائلة أن تُودع طلبا لدى سيادة الوالي بتأجيل قرار الطرد لمدة 90 يوما " حتى يتسنى لنا مساعدتهم". وبغض النظر عن قرار المحكمة، فإنّ المتضرر في القضية، إنما هو أولئك الأطفال الذين حُرموا اللعب مع أقرانهم، وأضحوْا تلفحُ شمسُ الصيف جلودَهم البريئة.. وذلك الأخ الذي مابرح يتردد على منزل أصهاره للاطمئنان على زوجته المريضة، وابنته الملائكة .. وتلك التلميذة التي لم تستطع حتى التسجيل في الجامعة، بعد حصولها على شهادة الباكالوريا، من فرط الصدمة التي تعرضت لها .. والأهم من هذا وذاك، هو العائلة التي يتهددها خطر التشتت والضياع، وخطر المخلوقات المتطورة من الحيوانات البشرية.. عائلة اعبابو، اليوم، تقول: "هذه حالنا، فمَن لنا؟ وهل من مجيب؟. هشام موفق