ندد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، بسلوك الأئمة الذين رفضوا الوقوف لتحية النشيد الوطني بدار الإمام بالعاصمة، ووصف موقفهم ب''المتطرف والمنحرف كونه إهانة ومساسا بأحد أقدس المقومات الأساسية للأمة''. وتحدث الوزير، على هامش إشرافه على اليوم الدراسي حول دور المدارس القرآنية في حماية التنوع الحيوي بعنابة، مطولا عن ''شروط الإمامة والمواصفات التي ينبغي توفرها في الإمام باعتباره رجل الدين والعلم والموعظة''، بشكل أعطى الانطباع بأن وزارة الشؤون الدينية تتجه لتشديد إجراءات وشروط توظيف الأئمة انطلاقا من حادثة دار الامام بالمحمدية. خصص الوزير غلام الله حيزا معتبرا من كلمته الافتتاحية للتطرق إلى ''ضرورة احترام الثوابت الوطنية للأمّة وأخذ العبر من تضحيات الشهداء والمجاهدين''، داعيا إلى ''تلقين الأجيال أهمية هذه المقومات كونها تشكل قيمة معتبرة في تربية المواطن وإعداد نشء يعطي الرموز الوطنية للدولة حقها من الاحترام''. ورفض المسؤول الأول لقطاع الشؤون الدينية الخوض بشكل مباشر في تفاصيل فضيحة رفض الأئمة تحية النشيد الوطني مِؤكدا في تصريح للصحافة أن ''القضية أمام مجلس التأديب الذي سيتخذ قراره بشأنها بعد سماع المعنيين للإحاطة بكل جوانب الحادثة''، وقال إن الملف ''سيعالج في إطاره الانضباطي والإداري دون اللجوء إلى الهيئات القضائية''. وسئل الوزير بالمناسبة عن حادثة حرق الراية الوطنية ورفع العلم الفرنسي خلال أحداث الشغب التي شهدها حي سيدي سالم بعنابة فردّ بأن ''هؤلاء مجرمون ولا ينبغي التسامح معهم لأنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء التي حددها التعديل الدستوري الأخير حول احترام الرموز الوطنية''. كما حث الوزير أئمة المساجد على ''تخصيص دروس ومواعظ دينية تحارب التطرف بكل أشكاله لمجابهة الفتاوى المستوردة'' في إشارة إلى تيار السلفية الذي يستلهم الفتاوى والمواعظ من مشايخ التيار الوهابي بالسعودية. على صعيد آخر، شدّد غلام الله على أهمية دور المدرسة القرآنية فى تغذية النشء بقواعد التربية البيئية السليمة التى تضمن إعداد جيل يتعامل بإيجابية مع المحيط والمجتمع. ولدى تقيمه المعرض الأول لمشاريع استثمار الزكاة الذى أقيم على هامش أشغال اليوم الدراسى، أشار الوزير الى أن هذا الأخير يعتبر نعمة من نعم تطبيق شعيرة الزكاة. وحث فى السياق ذاته المواطنين بعنابة على ''تفعيل دور الزكاة لتدعيم صندوق استثمار الزكاة وتشجيع الشباب على تجسيد مشاريع منتجة'' منوها بأهمية ''مشاريع استثمار أموال الزكاة فى بعث أنشطة فردية وجماعية منتجة ومثمنة فى تربية النحل والبستنة والحلاقة والترصيص والسباكة والخياطة وغيرهم من الحرف اليدوية ذات المنفعة العامة. واستفاد من صندوق زكاة الاستثمار بولاية عنابة خلال الفترة الممتدة بين (2004 و2009) 337 شابا وشابة تمكنوا من بعث مشاريع استثمارية فاقت قيمتها الإجمالية 30 مليون دينار.