تواصلت موجة الاضطرابات الجوية، وتواصلت معها معاناة المواطنين، بفعل "بريكولاج" المسؤولين، الذي حوّل نعمة الغيث إلى نقمة، كما هو الحال في جيجل، أين قضى سكان عدد من المناطق ليلتهم في العراء، بعدما اجتاحت السيول بيوتهم، فيما قطعت الأمطار طرقا عدّة بولاية بومرداس، وأخرى بولاية وهران، فيما وجه سكان قصر تاغدة العتيق بمدينة بشار، نداء استغاثة، لإنقاذ مساكنهم الهشة. قضت العائلات بعدد من البلديات في ولاية جيجل، ليلة السبت إلى الأحد، في الشارع بسبب التساقط الكثيف للأمطار، التي بدأت في التهاطل منذ منتصف نهار السبت وزادت حدتها منتصف ليلة السبت إلى الأحد، ما جعل العائلات تقضي ليلتها بالعراء بعدما اجتاحت السيول المباني. واضطر المواطنون إلى تولي تنظيف البالوعات والمشاعب بأنفسهم. وشهدت بلدية الأمير عبد القادر، احتجاجا للمواطنين، مستائين من أداء السلطات المحلية، حيال تداعيات التقلبات الجوية. كما احتج ناقلو خط تاسوست الطاهير على الخلفية ذاتها. علما أن كمية الأمطار بجيجل، بلغت كميتها 60 ملم، وكانت مصحوبة برياح قوية. بدورها عاشت ولاية بومرداس نفس الوضعية، حيث شهدت الأحد، عديد الطرقات، غلقا شبه كلي نتيجة السيول وتراكم الأوحال، نتيجة الاضطرابات الجوية، التي شهدتها المنطقة، على غرار مناطق الوطن منذ مساء الجمعة المنقضي. حيث اضطر مستعملو الطريق الوطني رقم 05، إلى البقاء ساعات وسط طوابير لا متناهية للسيارات، على مستوى بلدية الثنية، وكذلك الحال بالنسبة لمستعملي الطريق الوطني رقم 24، على مستوى منطقة الكرمة والطريق الوطني رقم 12. وفي جنوب البلاد، فاقمت الأمطار الأخيرة، معاناة الكثير من العائلات التي تقطن القصر القديم المعروف بقصر تاغدة، وسط مدينة بشار، السلطات المحلية من أجل رفع معاناتهم، مع المياه القذرة التي غمرت عدة مساكن داخل القصر المذكور، وأفادت بعض العائلات التي يئست من إنقاذ مساكنها من مياه الصرف الصحي، التي لا زالت تغمر البيوت منذ مدة طويلة، زادتها مياه الأمطار الأخيرة تدهورا، حيث أكدوا بأن عديد المناشدات والرسائل التي وجهوها لعدة مسؤولين سابقين وحاليين، لم تلق آذانا صاغية إلى غاية يومنا هذا، محذرين في ذات الوقت مما وصفوه بتماطل الجهات المسؤولة في رفع المعاناة عنهم، ومن استمرار تدفق مياه الصرف الصحي داخل بيوت القصر المبنية من الطوب، والتي قد تؤدي إلى انهيار المساكن كليا. أما في وهران، فقد تلقت "الشروق" نداء استغاثة من سكان حي قارة، الذين أكدوا على تشكل برك مائية بقطر عدة أمتار بالقرب من مساكنهم، ما أدى إلى قطع طرقات وزحف سيول موحلة نحو منازل البعض، ما تسبب في انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي، وكذلك أشار مواطنون بحي الآمال التابع لبلدية الكرمة، إلى تضرر سائقي مركبات جراء الأمطار، التي غمرت بالكامل خنادق وحفر عميقة من مخلفات بعض المقاولات، التي فازت بصفقات عمومية بالحي وهذا على مستوى العديد من الطرقات، ناهيك عن الممهلات العشوائية التي غاصت تحت السيول، ما دفع ببعض الأهالي لقطع الطرق، التي أصبح السير عليها مغامرة غير مضمونة العواقب بصفوف من الصخور، إلى حين أن تجف تلك المستنقعات المائية طبيعيا.