لم يحلم الكيان الصهيوني بنهاية سنة مثل التي عاشها في 2020، فبالرغم من البلاء والوباء المفروض من فيروس كورونا، إلا أنه تلقى هدية لم تكن على البال بعد أن منحته أربع دول يد الصداقة الدائمة، من البحرينوالإمارات العربية المتحدة والسودان إلى المملكة المغربية، وصار حلمه في إجراء مباريات ودية مع منتخبات هذه البلدان قابلا للتنفيذ وبالترحاب الكامل، ولكن عينه هذه المرة على المشاركة في مونديال قطر 2022، حتى يضرب بدل العصفور، سربا من العصافير بحجر واحد، ليصبح الكيان أمرا واقعا. وإذا كان العارفون باللعبة في أوربا لا يمنحون للصهاينة أي فرصة في التأهل للمونديال القطري، من نظرة فنية، بسبب وجود منتخبات قوية في مجموعته السادسة، التي تضم ثلاث منتخبات محترمة سبق لها المشاركة في عدة مناسبات في كأس العالم، بينما لم يشارك الكيان الصهويني سوى مرة واحدة في سنة 1970 في المكسيك وخرج من الدور الأول بهزيمتين وتعادل واحد أمام منتخب إيطاليا. نظام تصفيات أوربا هذه المرة يمنح بطاقة التأهل المباشرة لصاحب المركز الأول في كل مجموعة من المجموعات العشر، بينما يتم تعيين أصحاب المراكز الثانية للتباري مع صاحبي أحسن مركزين في الدوري الأوربي للمنتخبات للعب تصفيات مباشرة من 12 منتخبا، يتأهل منها ستة ثم ثلاثة منتخبات من لقاء الذهاب والإياب، ويتواجد المنتخب الصهيوني في مجموعة سادسة تضم الدانمارك المرشح الأول في هذه المجموعة بالرغم من تراجعه في الفترة الأخيرة، إضافة إلى منتخب النمسا المتوسط المستوى مقارنة بفترة ثمانينيات القرن الماضي وهو من أعرق المنتخبات وشارك في المونديال في نسخه الأولى، ومنتخب استكتلندا المتأهل لكأس أمم أوربا المقرّرة في الصائفة القادمة ويبدو أنه عاد بقوة مؤخرا، ومنتخبين متواضعين هما مولدوفيا وجزر فارو الإيسلندية ولا يمتلكان أي حظ. وأعرب الصهاينة عن تفاؤلهم بإمكانية التأهل إلى كأس العالم في المرتبة الأولى أو ضمن الملحق الرياضي وتراهن على التواجد في كأس العالم لأسباب سياسية بحتة، حيث لا يمكن لقطر ولا لغيرها منع مشاركة منتخب الكيان الصهيوني بما في مشاركته من تواجد ثقافي وسياسي وعزف للنشيد الصهيوني ورفع للعلم السداسي بنجمته على مدار أكثر من شهر في شتاء 2022، وسيجد ما تبقى من داعمين للقضية الفلسطينية أنفسهم مشجعين لكل منتخبات المجموعة السادسة بما في ذلك جزر فارو، حتى لا يتواجد الصهاينة في قطر في شتاء 2022. المفاجئات السياسية المدوية التي تحققت في آخر عهدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال انضمام الإمارات العربية المتحدةوالبحرين والسودان والغرب إلى المطبعين مع إسرائيل فتح شهية الصهاينة لتحقيق مزيد من التقارب مع بلدان الشرق الأوسط والخليج والشام وحتى المغرب العربي، سواء في الثقافة أو الاقتصاد وحتى الرياضة خاصة الرياضة الأكثر شعبية في العالم، ولن تجد إسرائيل مثل كرة القدم، ومن المنتظر أن يتأهل عدد كبير من المنتخبات العربية والإسلامية إلى المونديال القادم بعد أن تأهل أتوماتيكيا منتخب قطر الذي سيشارك لأول مرة في تاريخه في المونديال الذي سيلعب على أرضه. في الجزائر وجد لاعبان اثنان تقمّصا ألوان المنتخب الوطني أنفسهما في حرج سهرة الخميس الماضي ضمن منافسة أوربا ليغ، حيث شارك إسحاق بلفوضيل في مباراة فريقه هوفنهايم أمام غنت البلجيكي برفقة لاعب إسرائيلي يحمل الرقم 10 في ناديه يدعى دوبور، وتبادل اللاعبان الكرة وحتى الاحتفال في رباعية الفريق الألماني المتأهل إلى الدور الثاني، ووجد هشام بوداوي نفسه يلعب شوطا ثانيا كاملا في مباراة أمام فريق صهيوني وعلى أرض فلسطين، مع الإشارة إلى أن فريق فيتيس الهولندي الذي يلعب له أسامة درفلو يضم لاعبا من إسرائيل، وسيكون حرج كبير للجزائر لو تأهل الصهاينة إلى كأس العالم. من الجميل أن لا يتأهل الصهاينة لمونديال قطر الذي تعوّل عليه الجزائر، لأجل أن تفجر مفاجأة مدوية بتحقيق أحسن نتيجة في تاريخ المشاركات في المونديال، وحتى لا يفسد الإسرائيليون حلاوة كأس العالم كما أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية في المنطقة، على أمل أن تكون المغرب هي آخر بلاد العرب والمسلمين التي وضعت يدها مع الصهاينة، الذين سيبقون منبوذين حتى ولو تأهلوا إلى نهائيات كأس العالم القادمة وتقوّت علاقاتهم الاقتصادية والثقافية مع البلدان التي جرّها دونالد ترامب إلى جحيم التطبيع. ب.ع