متابعو مونديال روسيا، لاحظوا بالتأكيد، علم الكيان الصهيوني وهو يرفرف في المدرجات رفقة مشجعي هذا المنتخب أو ذاك، معلنا عن اهتمام الصهاينة بلعبة كرة القدم، إسرائيل غابت مرة أخرى عن المونديال، وهي تاريخيا لم تشارك سوى مرة واحدة في مونديال المكسيك سنة 1970 فمُنيت خلالها في مباراتها الأولى بهزيمة بهدفين نظيفين أمام أورغواي، ثم تعادلت من دون أهداف أمام السويد وكان يكفيها الفوز على إيطاليا لتبلغ الدور ربع النهائي، ولكنها تعادلت سلبيا، وتوقف مشوارها، وغابت بعد ذلك نهائيا عن كأس العالم، خاصة عندما صارت تلعب التصفيات مع الدول الأوروبية التي تعتبرها جسر مرور إلى المونديال. دعك من التاريخ، فالحلم الصهيوني حاليا هو التأهل إلى نهائيات كأس العالم القادمة في قطر سنة 2022، لتضرب عدة عصافير بحجر واحد. الفيفا تجبر كل مستضيف لمنافسة كأس العالم أن يفتح أبوابه لأي مشجع مهما كان توجهه الشاذ والغريب، بما في ذلك التوجه الأخلاقي والسياسي والديني، والصهاينة في حالة تأهلهم لمونديال قطر، سيضمنون على أقل تقدير عزف "نشيدهم" المسمى الأمل، ويضمنون أن يرفرف العلم الصهيوني في سماء الدوحة لمدة تفوق الشهر، ويجوب الصهاينة شوارع الدوحة القريبة من الأرض المحتلة، وهم يحتفلون سواء حققوا الانتصارات أو لم يحققوها، ناهيك عن الآلاف منهم الذين سيحتفلون على مدرجات الدوحة والتواجد الرسمي والإعلامي القوي. لا أحد يتصور الحرج الذي سيسببه هذا الأمر ليس لقطر فقط، وإنما لكل البلدان العربية والإسلامية، وسيكون الانتصار الأكبر لو فشلت إسرائيل في بلوغ نهائيات كأس العالم، التي يتابعها الإسرائيليون حاليا في روسيا باهتمام كبير حسب الإعلام الصهيوني. أصيب ياسين براهيمي ومحمد صلاح وغيرهما بالحرج، عندما أوقعت القرعة أنديتهم في مواجهة أندية صهيونية في البطولات الأوربية للأندية، وسيكون الحرج أكبر لو تأهلت إسرائيل للمونديال، ووجد منتخب عربي نفسه مجبرا على مقارعة المنتخب الإسرائيلي ومجبرا على بروتوكولات الصور والمصافحة قبل وبعد المباراة، لكن الإحراج الأكبر هو أن يُعزف نشيد الأمل الصهيوني الذي تقول الفقرة الأخيرة منه. أملنا لم يضع بعد أمل عمره ألفا سنة أن نكون أمة حرة في بلادنا بلاد صهيون وأورشليم القدس