أكد مبعوث الأممالمتحدة السابق إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، أن المغرب يعرقل عمل المبعوثين الأممين إلى الصحراء الغربية. وقال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم في منشور عبر صفحته على موقع فيسبوك، مساء الأحد، علّق من خلاله على قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالاعتراف ب"السيادة" المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، أن استقالة المبعوث الأممي الأخير إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر في 2019 من منصبه "لأسباب صحية" كانت "على الأرجح بدافع الاشمئزاز من عدم احترام المغرب والجهود المبذولة لعرقلة عمله +كما فعلوا معي+". ويرجعُ روس سبب إخفاق الأمين العام للأمم المتحدة في تعيين مبعوث جديد إلى الصحراء الغربية، وعدم موافقة الشخصيات التي تم الاتصال بها حتى الآن لتخلف كوهلر، إلى إدراك هذه الأخيرة بأنها ستشرع في "مهمة مستحيلة" حيث أن "المغرب يريد شخصاً سيكون مدافعاً عنها بدلاً من أن يظل محايداً". وذكّر المسؤول الأممي السابق في هذا السياق، بأن المغرب وجبهة البوليساريو وافقا عام 1991 على خطة تسوية أممية وعدت بإجراء استفتاء مقابل وقف إطلاق النار، غير أنه وبعد 13 سنة من المحاولات للتوصل إلى قائمة ناخبين مؤهلين لإجراء الاستفتاء، فشلت هذه الجهود لأن المغرب قرر أن الاستفتاء يتعارض مع مزاعم سيادته على الصحراء الغربية، مما تسبب في استقالة المبعوث الأممي الأسبق جيمس بيكر سنة 2004. وأشار في ذات السياق إلى أن ثلاث عشرة جولة من المحادثات، عقدت وجهاً لوجه بين طرفي النزاع (البوليساريو والمغرب)، برئاسة ثلاثة مبعوثين متتاليين للأمم المتحدة من هولندا (فان فالسوم) والولاياتالمتحدة (كريستوفر روس) وألمانيا (هورست كوهلر)، وبحضور الجزائر وموريتانيا في الفترة من 2007 إلى 2019، غير أن كافة هذه الجهود قد فشلت حتى الآن. وكان الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس (77 عاماً)، قد شغل منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية من العام 2009 إلى 2017، وقد قدم استقالته من منصبه بسبب حالة الجمود التي تشهدها مسألة التسوية. قرار ترامب يضمن استمرار التوتر في شمال إفريقيا وبخصوص إعلان ترامب، فقد وصف روس القرار ب"الأحمق وغير المدروس"، ويتعارض مع التزامات الولاياتالمتحدة المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة. وقال أن "هذا القرار الأحمق وغير المدروس، يتعارض مع التزام الولاياتالمتحدة بمبادئ عدم الاستيلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعوب في تقرير المصير، وكلاهما منصوص عليه في ميثاق الأممالمتحدة"، محذراً من أنه "يضمن استمرار التوتر وعدم الاستقرار والتفكك في شمال إفريقيا". وأضاف المسؤول الأممي السابق قائلاً: "صحيح أننا تجاهلنا هذه المبادئ عندما تعلق الأمر بإسرائيل وآخرين، لكن هذا ليس عذراً لتجاهلها في الصحراء الغربية، وتحميل أنفسنا تكاليف كبيرة على صعيد الاستقرار والأمن الإقليميين، وفي علاقاتنا مع الجزائر". وأوضح في هذا الخصوص، أن القرار "يهدد العلاقات الأمريكية مع الجزائر، التي تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مستقبله من خلال الاستفتاء، ويقوض نمو علاقاتنا القائمة في مجالات الطاقة والتجارة والأمن والتعاون العسكري". وقال روس، أن "الحجة التي قدمها البعض في واشنطن على مدى عقود من الزمان بأن وجود دولة مستقلة في الصحراء الغربية ستكون دولة مصغرة أخرى فاشلة، تعتبر حجة خاطئة"، مؤكداً أن الصحراء الغربية "أفضل بكثير من العديد من الدول الصغيرة التي دعمت الولاياتالمتحدة تأسيسها". وأشار في هذا الصدد إلى أن "الصحراء الغربية كبيرة مثل بريطانيا العظمى ولديها موارد وفيرة من الفوسفات ومصائد الأسماك والمعادن النفيسة والسياحة القائمة على ركوب الأمواج والرحلات الصحراوية". وأوضح أن "جبهة البوليساريو لتحرير الصحراء الغربية، قد أظهرت من خلال تشكيل حكومة في المنفى في مخيمات اللاجئين الصحراويين، في جنوب غرب الجزائر، أنها قادرة على إدارة حكومة بطريقة منظمة". وحذر المبعوث الأممي السابق، من أن قرار ترامب بخصوص الصحراء الغربية من شأنه أن "يضعف أي حافز لجبهة البوليساريو للبقاء في هذه العملية (السياسية)"، وفق وكالة الأنباء الجزائرية (واج).