شهدت ولاية مستغانم ليلة الأربعاء الماضي حالة من الذعر والخوف لا سابق لها إثر هزّة زلزالية عنيفة بقوة 5.2 درجة على سلّم ريشتر في المنطقة الساحلية الشرقية في حدود الساعة العاشرة والعشرين دقيقة، في حين أشارت كل مصالح الأمن والحماية المدنية بالولاية أن الزلزال لم يتسبّب في إحداث أي خسائر بشرية أو مادية، بينما أثيرت الظاهرة الطبيعية على أنّ لها علاقة بغرق 12 شخصا الجمعة الماضية بنفس المنطقة الساحلية وطرحت بشأنها الكثير من الفرضيات. ليلة أربعاء بيضاء قضاها سكان ولاية مستغانم، إذ كان الزلزال المقدّر على سلّم ريشتر بدرجة 5.2 حسب المركز الوطني للبحث في علم الفلك والجيوفيزياء، بمثابة بداية نهاية مأساوية مفترضة شبيهة بتلك المسجلة في زلزال بومرداس، حيث أثارت الهزّة التي حدّد مركزها بعرض البحر بعيدا بمسافة 33 كلم عن سواحل الولاية، الكثير من الرعب والخوف من انهيارات شديدة بقوة الهزّة التي بلغت كل سكان البلديات سواء القريبة أو البعيدة. وقد أكدّت مصالح الحماية المدنية ل "الشروق اليومي" بعد أن استنفرت أفرادها في المنطقة القريبة من الهزّة، أنّها لم تسجّل أي ضحايا لهذا الزلزال المفاجئ كما لم تسجّل أيضا أي خسائر مادية، غير أن الصدمة لدى جميع السكان كانت كبيرة عقب الإحساس بالزلزال العنيف خاصة بالبلديات القريبة من مركز الهزّة مثل بلدية بن عبد المالك رمضان – ويليس -" التي تبعد بمسافة حوالي 32 كلم شرق مستغانم وبلدية "عين تادلس" المتواجدة على بعد 23 كلم فقط غرب الولاية، إذ هبّوا مسرعين إلى المناطق الخالية من البنايات المرتفعة خوفا من انهيارها، واضطروا إلى هجر منازلهم أكثر من أربع ساعات خوفا من حدوث هزات ارتدادية كما هو معهود في مثل هذه الظواهر الطبيعية، بينما بلغت هستيريا تكرّرها لدى عائلات أخرى أوجّها، حيث أنّها طلّقت المنازل التي تأويها وفضّلت البقاء في الشارع إلى غاية بزوغ الفجر، وقد لوحظ ذلك خصوصا في الأحياء القديمة التي لا تقاوم سكناتها قوة الهزّة مثل "تجديت"، "العرصاء" و"الخروبة"، حيث العمارات ذات 11 طابقا "عمارات ميشلان"، وبدا المشهد جدّ مأساويا بقضاء النساء والأطفال والرضّع ليلة كاملة في العراء خوفا من حدوث هزّات أخرى تابعة. من جانب آخر تهاطلت الاتصالات من كل حدب على العائلات القريب سكناها من مركز الزلزال من اجل الاطمئنان عليهم، بينما أعلنت الولاية حالة طوارئ قصوى تحسّبا لحدوث أيّ مضاعفات. حادثة الزلزال التي رصدت على المستوى العالمي وتناقلتها عدة وسائل إعلام عالمية كوكالة الأنباء الفرنسية التي وصفتها ب"تسونامي مصغّر" نظرا لدرجة الهزّة التي تجاوزت 5 درجات وكانت كفيلة بإحداث كارثة طبيعية، بينما ربطها الشارع المستغانمي بغرق 12 شخصا قبلها بأقل من أسبوع في نفس المنطقة الشرقية الساحلية "سيدي لخضر" حيث بلغ ارتفاع الموجة البحرية نحو 3 أمتار، مرجّحين علاقة الحادثتين ببعضهما واحتمال حدوث هزات بحرية سابقة لزلزال الأربعاء، خصوصا وأن الحادثة الأولى كانت غريبة هي الأخرى من حيث عدد الضحايا الذين غرقوا بنفس الساحل، وهو ما كان محفّزا لرواج شائعات كثيرة بين سكان الولاية طارحين عدة استفهامات حولها، كقول البعض أنّ سبب وقوع الهزة العنيفة يعود إلى مناورات عسكرية سريّة كانت تقام بالقرب من نفس المنطقة تكون تفجيراتها قد أحدثت خللا إيكولوجيا، وإلى غاية أن يماط اللثام عن السبب الحقيقي للزلزال من طرف المراكز العلمية لا تزال كثير من العائلات المستغانمية تعيش الرعب وقد فضل البعض مقاطعة موسم الاصطياف. ط.قسوس/العربي.ب