تشهد الكرة الأرضية منذ حوالي أسبوع، حركة زلزالية غير معهودة، تسببت في حدوث العديد من الهزات الأرضية عبر ربوع المعمورة، حيث سجل باحثو المسح الجيولوجي، وقوع ما لا يقل عن عشرة زلازل متفاوتة الشدة، خلال الفترة الممتدة بين 22 و 28 فيفري المنقضي، مست كل من باكستان، الأرجتين، الشيلي، الصين، تايوان، مصر، المكسيك، وحتى الجزائر. وكانت البداية بولاية تيزي وزو شرق العاصمة، حيث أعلن مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء يوم 22 فيفري المنقضي، عن وقوع هزة أرضية في حدود الساعة 20 و 26د، بالتوقيت المحلي شمال شرق الولاية، بلغت شدتها 3،4 درجة، وعلى عكس الجزائر أين لم تكن قوة الهزة كبيرة، أخذت شدة الزلازل بالإرتفاع تدريجا في الأيام الموالية، فبعد مرور أقل من يومين، سجل معهد البحوث الفلكية والجيوفزيائية بمصر، هزة أرضية بقوة 4،3 درجة، وبالتحديد على الجانب الغربي من نهر النيل، وذكر ذات المصدر أن موقع هذه الهزة يبعد 18 كلم جنوب غرب مدينة ''أرمنت'' وبالرغم من أنها كانت محسوسة لمسافة 100 متر شمالا، اتجاه الأقصروجنوبا في اتجاه إدفو، إلا أنها لم تحدث أية خسائر. وفي نفس التاريخ؛ ضرب على التوالي زلزالان قوتهما 5,2 و 5,4 على مقياس ''ريشتر'' ولاية ''شياباس'' في جنوب شرقي المكسيك، دون أن ترد تقارير عن وقوع ضحايا أو خسائر مادية، وفقا لما ذكرت الهيئة الوطنية لرصد الزلازل، التي أكدت أن مركز الزلزال الأول كان على بعد 90 كلم جنوب شرقي بلدية ''مارجريتاس''، وعمقه على مسافة 25 كلم، في حين وقع الزلزال الثاني في غربي جواتيمالا. واستمر نشاط الحركة الزلزالية في اليوم الموالي، وبالتحديد جنوب غربي الصين، أين ضرب زلزال بقوة 5،1 درجة ولاية ''تشوشيونغ'' في مقاطعة ''يوننان''، حيث ذكرت مصلحة الزلازل الصينية أن الهزة وقعت على عمق 16 كيلومترا. واستقر معدل الهزات الأرضية في حدود 5,1 درجة على سلم ''ريشتر''، حيث ضرب صباح الجمعة 26 فيفري زلزال بنفس القوة، المياه البحرية قبالة ساحل تايوان الشرقي، طبقا لما أوردته مصلحة الزلازل الوطنية الصينية.ولاحظ علماء الجيولوجيا بعد هذا التاريخ، ارتفاع شدة الزلازل تدريجا، بعدما سجل وقوع زلزال آخر بقوة 6،2 درجة شمالي باكستان، ونقلت تقارير إعلامية محلية عن إدارة المسح الجيولوجي في باكستان، قولها إن الزلزال ضرب ''بيشاور'' عاصمة المقاطعة الحدودية الشمالية الغربية بالبلاد، وأجزاء أخرى بالمنطقة القبلية، بما في ذلك ''سوات'' و''نوشيرا'' و''مالاكاند''، كما شعر السكان بالهزة في إسلام آباد والمناطق المحيطة بها. وبلغت شدة أعنف الزلازل المسجلة خلال هذه الفترة، 8،3 درجة بفعل الهزة الأرضية التي ضربت أول أمس قبالة السواحل الشيلية، وقال شاهد عيان أن المباني اهتزت، كما انقطع التيار الكهربائي في أجزاء من العاصمة ''سانتياغو''، بينما أصدرت الشيلي تحذيرا من وقوع موجات مد عاتية (تسونامي) عقب الزلزال العنيف. كما تشير تقارير إلى وقوع خسائر مادية جراء الزلزال الذي وقع مركزه على بعد 340 كيلومتر من العاصمة سانتياغو، في حين أسفر عن مقتل 147 شخص على الأقل.وفي نفس الوقت؛ ضرب زلزال بقوة 4,2 درجة محافظة و''نتشوان'' بجنوب غرب الصين، التي كانت مركز زلزال بلغت قوته 8 درجات في ماي العام 2008، حيث شعر بالهزة سكان مدينة ''تشنغدو''، التي تبعد مائة كلم عن'' ونتشوان''، فيما لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.