أكّدت سامية حمادي، مديرة الوقاية على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، في تصريح للشروق، أن الاستراتيجية الوطنية لتوزيع اللقاح على جميع الولايات تعتمد على الطابع التدريجي، حيث تستفيد كل ولاية من الاحتياجات المعبر عنها من قبل مديري الصحة بالولاية، وحسب الكميات الواردة إلى الجزائر، ويتكفل معهد باستور بتوفيرها في آجالها. وأضافت حمادي أن استقبال الحصص الأخرى من اللقاحات التي اختارتها الجزائر سيسهل ويسرع من وتيرة الحملة الوطنية للتلقيح، بما يتناسب والوضعية الوبائية فيها وكذا الفئات الأكثر عرضة والتي تمنح لها الأولوية في التلقيح، خاصة مستخدمي الصحة والمصابين بالأمراض المزمنة والمسنين. وأكّدت ممثلة وزارة الصحة أن جميع اللقاحات التي اختارتها الجزائر فعالة وآمنة وأنها درست بشكل معمق ومدقق وارتكزت في ذلك بالخصوص على تسجيلها في بلدانها الأصلية واستعمالها فيها، ما يعتبر بمثابة اعتماد واعتراف رسمي بعد حصولها على رخصة التسويق فيها. هكذا يتم تحضير المواطنين لأخذ اللقاح وأوضحت حمّادي أنّ الأشخاص المبرمجين لعملية التلقيح والذين يبدون رغبتهم في الأمر يسجلون على مستوى المؤسسات الجوارية المعنية بالتلقيح حيث يخضعون قبل ذلك للفحص الطبي واستفسار معمق من قبل الطبيب للتأكد من عدم إصابتهم بأي أعراض تمنع التلقيح وبالأخص الحمى أو وجود التهاب أو ما شابه ذلك قبل التأشير بالموافقة على تلقيح المعني، وفي حال عدم أهلية المعني يتم برمجته في وقت لاحق يحدده الفريق الطبي القائم على العملية ويعلم به الأشخاص ويدوّن في دفاترهم الخاصة، مع تحديد نوعية الموانع المؤقتة. منصة رقمية لمتابعة الحملة الوطنية للتلقيح وأفادت حمادي أن المنصة الرقمية المنجزة بخصوص تلقيحات كورونا من قبل وزارة الصحة تتكفل بمتابعة الحملة الوطنية للتلقيح من حيث عدد المسجلين وعدد الخاضعين للتلقيح وكذا تسيير المخزون والأعراض الجانبية المسجلة في كل ولاية ومؤسسة صحية قامت بالتلقيح، حيث تتابع المركزية كل هذه المعطيات بشكل آني وتتفاعل معها في حينها لاتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة. وفي خضم الخيارات المتنوعة للقاحات التي عبرت عن اقتنائها الجزائر والمحددة إلى غاية الآن بثلاثة لقاحات ستتعزز لاحقا بخيارات أخرى أشارت حمادي بأن جميع اللقاحات آمنة ولا يجب التشكيك في الأمر فالجزائر لا تتلاعب بحياة مواطنيها ولا تغامر بهم، لذا فإن اختيار لقاح دون آخر غير ممكن وغير وارد ولا يمكن التفضيل بين هذا أو ذاك. وأردفت حمادي "كنا نود لو كانت الظروف مناسبة أن نوحد لقاحاتنا لكن القدرات الإنتاجية للمخابر غير كافية في الوقت الراهن، وهو ما حتم على عديد الدول تنويع لقاحاتنا والجزائر واحدة منهم، بعيدا عن أي إضرار بالصحة العمومية لمواطنينا".