قرّرت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وإرشاده، محاربة ظاهرة وضع سِلال الخبز من دون حماية، أمام أبواب المحلات في الصباح الباكر، وهي عرضة لأوساخ الشارع وللحيوانات المشردة، حيث طالبت المواطنين بتصوير المحلات وإرسال عناوينها للصفحة الرسمية للمنظمة، حتى يتم فضح أصحاب هذه المحلات. لطالما استغرب المواطنون، ظاهرة وضع سلال الخبز في الصباح الباكر أمام أبواب المحلات المغلقة، دون حمايتها أو تغطيتها.. فكثيرا ما شاهدنا قططا نائمة فوق الخبز. وندّدت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، بهذه الظاهرة، التي وجدت فيها القطط والكلاب الضالة وحتى الفئران والقوارض الحاملة للأمراض مصدر أكل، كما يقوم بعض المشردين والمارة بلمس الخبز غير المراقب. والظاهرة منتشرة ومنذ سنوات، ويمارسها غالبية أصحاب المحلات، إلا قلة منهم من يقومون بتغطية سلال الخبز. حيث يتركون غطاء أمام الباب، ليستعمله عامل التوصيل، ولكن غالبية هذه الأغطية إما تكون متسخة، أو تتعرض للسرقة من المشردين ليلا، أو تتحول لفراش للقطط والكلاب. وطالبت منظمة حماية المستهلك، أصحاب المحلات بتغيير هذا السلوك الخطير، كما دعت المواطنين للتبليغ عن المحلات التي تقوم بمثل هذا التصرف، عن طريق التقاط صور، وإرسالها للصفحة الرسمية لمنظمة حماية المستهلك على " فايسبوك". 10 آلاف عون لتفتيش أكثر من مليوني ونصف محل وفي الموضوع، أكد رئيس المنظمة، مصطفى زبدي ل"الشروق"، أن ظاهرة وضع مختلف المواد الاستهلاكية، وخاصة الخبز أمام أبواب المحلات المغلقة، موجودة ببلادنا ومنذ سنوات، ولم تتحرك أي جهة لردع المتورطين رغم كثرة نداءاتنا. وأضاف، جميعنا يعلم أن المطاعم و"الفاست فود" ومحلات بيع المواد الغذائية، جميعها تستعمل الخبز وبكميات كبيرة، وهو ما يجعل أصحابها يتسلمونه يوميا من المخابز. ولأن الخبز يُحضّر ليلا بالمخابز، فيتم توصيله الى هذه المحلات بعد صلاة الفجر مباشرة، وتوضع السلال أمام الأبواب المغلقة لساعات طويلة، حتى حضور صاحب المحل بعد السابعة صباحا. والظاهرة خطيرة جدا، حسب محدثنا، فالخبز غير المحمي يكون عرضة للفيروسات والحيوانات المشردة والقوارض الخطيرة وحتى لتلوث الشارع. وقال "قررنا فضح هذه الظاهرة، عن طريق تصوير المحلات وأماكن تواجدها، حتى يتعرض المتورطون فيها للمساءلة سواء من مديريات التجارة أو المحكمة". وعن غياب دوريات الرقابة التابعة لوزارة التجارة، لمحاربة الظاهرة، اعتبر زبدي، بأن الجزائر تضم أكثر من مليونين ونصف مليون تاجر نظامي في مقابل 10 آلاف عون مراقبة "وبالتالي لا يمكنهم مراقبة الجميع، وعلى المستهلكين التجنّد والمساعدة، وأيضا لابد من تدخل مكاتب الوقاية التابعة للبلديات". وتفاعل معلقون كُثر على منصات التواصل الاجتماعي مع الموضوع، فأكدت "مريم" بأنها اشترت مرة ساندويتشا فوجدت الخبز مليئا بشعر القطط. وقال آخر "يقوم عامل المخبزة بإنزال السلة أمام المحل، والذي قد يأتي صاحبه وقد لا يأتي، وتترك لمدة طويلة من الزمن، دون مراعاة أدنى شروط الوقاية الصحية خاصة وأن الكلاب الضالة -أكرمكم الله – تنشط في هذا الوقت باحثة عن فرائسها، وتصوّروا لو قام هذا الحيوان بلمس الخبز بلعابه وقد يكون مسعورا، فحتما سينتقل المرض إلى المستهلك". واستغرب "أحمد" وضع سلات الخبز بالساعات قبل صلاة الفجر، فيما يفتح المحل على السابعة صباحا، متسائلا "أبصر كم من قط أو كلب مرّ بالمكان". ولمحاربة الظاهرة، اقترح مواطنون استحداث فرق خاصة تقوم بحجز السلع الموضوعة خارجا، مع تقديم صاحب المحل إلى العدالة. أو وضع خزانة خشبية أو حديدية أمام باب كل محل، يوضع فيها الخبز صباحا وتغلق.