أمضت أكثر من 15 عائلة ليلة أول أمس في العراء، بعد إقدام السلطات المحلية لعين البنيان على هدم منازلها في المستثمرة الفلاحية توري حميدة، وذلك دون إشعار مسبق لساكنيها، بدءا من الساعة الثامنة صباحا بعد أن باشرت مصالح البلدية مرفوقة بعناصر من الدرك الوطني، عملية التهديم التي مست 15 بيتا قصديريا، ومنزلين آخرين.. وقد استنكر السكان التمييز الذي مورس ضدهم مع العلم أن هناك منازل قصديرية تقع بمحاذاتهم لم يتم هدمها، ووقفت "الشروق" على معاناة السكان بعد عملية الهدم، حيث وجدنا عائلات في الخلاء رفقة أطفالهم وجلهم متمدرسون، وجدوا دون إشعار مسبق أنفسهم في الخلاء، وقضوا ليلتهم نائمين وسط الركام، ومنهم عائلات بأكملها، هذا ولم يتلق السكان أي رد من قبل السلطات المحلية عن وضعيتهم الكارثية، مع العلم أن منهم من يقطن بالمنطقة لفترة أكثر من 10 سنوات، حيث قال لنا أحد المواطنين المعنيين "ما ذنب الأطفال إذا كنا نحن لم نستطع أن نوفر لهم سكنات لائقة". كما استنكر السكان إقدام السلطات على عملية الهدم دون إشعارهم مسبقا أو أي محضر، حيث استيقظوا صباحا على وقع الجرافات التي قامت بعمليات الهدم، وقاموا بإخراج السكان بالقوة من منازلهم، وسط حالة من الخوف والهلع أصابت الأطفال الصغار. كما عاينت "الشروق" آثار جروح لمواطن رفض الخروج من بيته تم إخراجه بالقوة رفقة عجوز طاعن في السن رفضت هي الأخرى الخروج من منزلها، وتعرضت لجروح على مستوى ساقها، واستنكر سكان المنطقة الإجراء الممارس ضدهم وقالوا إن منهم من يقطن بالمنطقة منذ أكثر من 10 سنوات، وتراوحت مدة إقامة السكان داخل المنطقة ما بين 5 أشهر و10 سنوات، كما استنكر السكان هذا الإجراء والتمييز وقالوا إنهم من داخل العاصمة ومن المنطقة ولم يقوموا بطلب سكنات من السلطات المحلية، وقد عبر السكان عن استيائهم لمثل هذه القرارات التي تتم دون إشعار مسبق من السلطات البلدية، حيث أن منهم من كان نائما عندما بدأت جرافتين بهدم المنازل بكل ما تحويه من أثاث بداخلها، ووصف السكان أمر ما حدث لهم بمثابة التعسف الذي يدفع بهم وبأطفالهم إلى حافة الانحراف، وحاولنا مرارا الاتصال بمسؤولي البلدية لمعرفة أسباب الهدم دون إشعار مسبق لكننا لم نتمكن من ذلك. فضيلة مختاري