فتحت أمس، محكمة الصديقية بوهران، ملف إحدى قضايا النصب والاحتيال الغريبة، نفذت على الطريقة "الهوليودية"، بطلها شاب يدعى "ع.ب.ع" لا يتعدى عمره 22 عاما، انتحل صفة ضابط في الشرطة وأوقع بعديد الضحايا، غالبيتهم فتيات، أوهمهن بإعجابه بهن ووعدهن بالزواج، ثم استدرجهن إلى أماكن مختلفة، أين استولى على جميع أغراضهن. النيابة العامة رأت توقيع عقوبة مشددة على ضابط الشرطة المزيف، حيث التمست له أحكاما متفاوتة في 3 قضايا، تراوحت مابين 3 إلى 5 سنوات حبسا نافذا، وذلك بتهمة السرقة بالتهديد، التزوير، انتحال صفة موظف، وقد بدأت فصول "مسلسل الشرطي المزيف" في بداية شهر ماي الفارط بحي "باستي"، عندما أودعت إحدى الفتيات شكوى لمصالح الشرطة، مفادها تعرضها إلى السرقة من طرف أحد الشباب، الذي ادعى انه ضابط في الشرطة، وحسب ما جاء على لسان الضحية التي عايشت فترة من الرعب و"السوسبانس"، نظرا لتهديدات المتهم، أنها التقت هذا الأخير، عندما ركبت على متن إحدى حافلات النقل الحضري "خط ب"، أين وجدته يحمل حقيبة وطلب منها مساعدته في حملها، وأسر لها بأن فيها بدلة الشرطة وأنه يشتغل في هذا السلك برتبة ضابط مقدما لها بطاقة مزورة، هنا بالذات راح يحيك بإتقان خطته الجهنمية، حيث صرح للفتاة الضحية أنه معجب بها، وطلب لقاءها في اليوم الموالي، وكان له ما أراد، وأثناء اللقاء حدث ما لم يكن في الحسبان، فما هي إلا لحظات حتى تفاجأت الفتاة بمسدس يشهره الضابط "العاشق" في وجهها، تبين في ما بعد أنه بلاستيكي، وأمرها بتسليمه حقيبتها التي كانت تحتوي على جواز سفر، ورقتين نقديتين من فئتي 100 أورو و1000 دج، هاتف محمول وسلسلة ذهبية، وعندما طلبت منه أن يعطيها أغراضها، حمل هاتفها النقال واتصل بوالدها في خطوة تطمينية كي لا ينكشف أمره أمام المارة، وقدّم نفسه على أساس أنه ضابط شرطة ويريد لقاءه من أجل خطبة ابنته، ومن المواقف الغريبة التي سردتها الضحية أن المتهم كان لا يقوم بدفع ثمن تذكرة النقل ويصرح في كل مرة، بأنه ضابط شرطة، نفس السيناريو تكرر مع 14 ضحية أخرى في نفس المكان وبنفس الطريقة، سيما أولئك الفتيات اللواتي أوقعهن في مصيدة "الحب والإعجاب". دفاع المتهم طالب باستحضار خبير لمعرفة السلامة العقلية لموكله، حيث أشار أنه يعاني من اضطرابات عقلية، بدليل "أنه مزق جميع أوراقه الثبوتية، وكذا تلك التي تدل على إصابته بإعاقة ذهنية". محمد حمادي