تشدّد العائمات البحرية الجزائرية مراقبتها على السّواحل الغربية على وجه الخصوص، تفاديا لعمليات تسلّل جماعية في ظل تحسن أحوال الطقس التي تساعد على خروج جماعي للقوارب السريعة نحو الضفة الأخرى من المتوسط . وعادت سواحل "الأبيض المتوسّط" إلى جذب قوافل المهاجرين غير الشرعيين سواء كانوا جزائريين أو مغاربة أو رعايا أفارقة، بعد فترة هدوء دامت لشهور بسبب تداعيات جائحة "كورونا"، باعتبارها تشكّل المنفذ الوحيد "الآمن" بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين الراغبين في الوصول إلى التراب الإسباني على وجه التحديد، فقد تدخلت قوات خفر السواحل الجزائرية في كل من وهران، الغزوات ومستغانم، في أكثر من مناسبة، لإنقاذ مهاجرين في عرض البحر في رحلات صوب الجزر الإسبانية. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "لا فوز دي ألميريا" الإسبانية، أن الحرس المدني الإسباني "غوارديا سيفيل" أوقف مساء الأحد الماضي، 14 مهاجرا غير شرعي من جنسية جزائرية بينهم قاصران، بعدما تمّ رصدهم بالقرب من جزيرة "سان جوان لوس تيراس"، الواقعة بمدينة ألميريا، حيث تم وضعهم في الحجر الصحي، تمهيدا لنقلهم إلى مركز الصليب الأحمر الدولي في ألميريا وفق البروتوكول الصحي المعتمد في إسبانيا منذ بروز فيروس كورونا وإغلاق جميع مراكز احتجاز الحراقة في 10 محافظات إسبانية لم يعد فيها أي مهاجر غير شرعي بسبب حالة الطوارئ الصحية التي تمر بها إسبانيا. وبرزت في الأيام الأخيرة، ظاهرة الأشرطة المصورة للحراقة في عرض البحر، على منصات التواصل الاجتماعي، فقد انتشرت طوال الأسبوع الماضي "فيديوهات" تظهر عددا من المهاجرين غير النظاميين الجزائريين المنطلقين في رحلات إبحار سري من سواحل غرب الوطن، وهم بصدد ركوب قوارب سريعة لاسيما زوارق "الفانتوم" لبلوغ شبه الجزيرة الأيبيرية، بينما تُظهر أخرى لحظة وصول أفواج من المهاجرين السريين إلى شواطئ طريفة، لابيراتا وقادس ومورسيا وألميريا في الجنوب الإسباني. وخلال الأيام الأخيرة، تداولت الأوساط الجزائرية المتتبعة لظاهرة الهجرة غير النظامية، شريط فيديو مدّته دقيقة وخمس عشرة ثانية، يظهر 13 حراقا جزائريا انطلقوا سرا من شاطئ "السبيعات" في ولاية عين تموشنت، لحظة وصولهم إلى جزيرة "نويفا" بألميريا جنوباسبانيا، بحيث عمد غالبيتهم إلى السّجود والتّكبير بعدما وطأت أرجلهم اليابسة، فيما كانت مواطنة إسبانية تقوم بتوثيق الفيديو وهي تذرف الدّموع تأثّرا بالمشهد. وأبرزت مقاطع مصورة منشورة على مواقع التّواصل الاجتماعي استخدام بعض المهاجرين هواتفهم الذّكية لحظة ركوبهم البحر وهم يرددون أغاني شعبية جزائرية، غالبيتهم شباب تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 سنة.