لا يزال الغموض والإبهام سيّد الموقف بولاية سيدي بلعباس فيما يتعلّق بظهور أعراض الوباء الغريب على العشرات من المواطنين المصابين من مختلف الفئات العمرية، حيث مرّت أزيد من ثلاثة أيام على الشروع في التحاليل من طرف مخبري "بيلابدجي" و"باستور" بالجزائر العاصمة، حيث يثير هذا الصمت المخيّم من طرف السلطات الوصيّة عدّة مخاوف سواء لدى المصابين أو بقيّة مواطني الولاية الذين يتوجسّون خيفة من ظهور الأعراض عليهم خصوصا وأنّه قد تمّ اكتشاف إصابات جديدة أمس الأول فقط وإضافتها إلى القائمة المعلن عنها بادئ الأمر. الوباء الغريب الذي حيّر الأطباء والأخصائيين، صرّحت بشأنه مديرة مستشفى "عبد القادر حساني" بالولاية الذي يتواجد به المصابون حيث يخضعون للرعاية الطبيّة ومختلف التحاليل، أنّ "الأمر يتطلّب وقتا إضافيا قد يصل إلى 6 أيام أخرى في انتظار صدور آخر نتائج التحاليل من المخبرين" وهو ما فتح جملة من التساؤلات مصحوبة بحيرة وخوف كبيرين من مضاعفات لأعراض المرض أو خطورته، بينما فتحت من جانب آخر مجالا واسعا لعديد الاحتمالات من طرف الأطباء والمختصين، حيث ذهب بعضهم إلى اعتبار التهاب الكلى راجع إلى ميكروب معيّن، ويدعى هذا المرض في القاموس الطبّي ب"ساندرون نيفريتيك"، حيث أنّ أعراضه مشابهة لما لوحظ لدى المصابين فيما يتعلّق بانتفاخ الكلى وعدّة أنحاء من الجسد، منها الوجه، البطن، اليدين والرجلين، كما يكون مصحوبا بارتفاع في درجة حرارة الجسم وكذا ضغط الدم، إضافة على ارتفاع نسبة البروتينات في البول مرفوقا بقطرات من الدم، لكّن الغريب في هذا المرض وما زاده تعقيدا عدم تشابه الأعراض لدى كافة المصابين حيث بيّنت الفحوصات الطبيّة أن 4 منهم لم تظهر عليهم كلّ هذه الأعراض بل اقتصرت على ظهور إنتفاخات بالوجه والبطن وآلام على مستواه، إلى جانب انتفاخ في اللوزتين وآلام في الرأس، فيما احتملت مصادر مقرّبة من لجنة التحقيق الوزارية التي حلّت بالولاية لمعاينة المرض أن يكون سبب الإصابة شرب مياه ملوّثة، وهو ما نفاه وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عمّار تو بعد حلوله أول أمس بالولاية، في حين ذهبت جهات أخرى إلى استعمال المصابين لماء جافيل يحتوي على مادة سامّة ورجحت اللجنة ذلك مع تعرّض العمّال لبعض الموادّ السامّة أثناء مزاولة أعمالهم بالمصانع وهو ما يعدّ بعيدا عن الأسباب الفعلية حيث أنّه تمّ تسجيل إصابة لدى طفل لا يتجاوز عمره 15 سنة أول أمس وهو ما يفنّد هذه الفرضية، و تبقى جميع الإحتمالات مطروحة ومرهونة فقط بنتائج التحاليل. من جانب آخر، أكدّت مصادر طبيّة أنّ العشرات من المصابين رفضوا البقاء طريحي الفراش لأيّام إضافية ومحلّ إجراء التحاليل بمصلحة أمراض الدم، وبذلك لا يمكن الجزم بالعدد الحقيقي للمصابين بسبب عدم التحاق حالات أخرى بالمستشفى، فيما تشير المصادر الرسمية إلى غاية اليوم إلى تسجيل 50 حالة بعضهم يوجدون بمصلحة أمراض الدم، الأمراض المعدية والجراحة العامة، علما أن 80 بالمائة منهم نساء، وقد غادر 6 مصابين أمس المستشفى بعدما تحسنت أوضاعهم الصحية نسبيا. م. مراد