ما يزال مشكل اختناق حركة المرور ميزة طرقات العاصمة فلا مخطط تسيير حركة المرور ولا التعديلات التي تطرأ عليه من فترة لأخرى استطاعت أن تخفف من الظاهرة، فضيق المسالك و الأشغال الجارية على مستوى الطرق وغياب اللافتات ونقص الإعلام وحجم الحظيرة العمومية أسباب كلها ساهمت بدرجة أو بأخرى في تفاقم الظاهرة التي أثقلت كاهل المواطن حاصة مع الدخول الإجتماعي القادم مع أن أمله يظل قائما في التخلص من النقاط السوداء. أشغال بدون لافتات .. الأشغال الجارية على مستوى شوارع العاصمة والطريقة التي تسير على نحوها فقد كانت في الكثير من الأحيان –حسب رأي المواطنين-السبب الرئيسي وراء النقاط السوداء المتواجدة بها كون أغلبها يتم دون لفت إنتباه المواطنين، والوضع يعكسه غياب اللافتات الدالة على ذلك. مثال ذلك أشغال توصيل قنوات المياه الصالحة للشرب بالحي المعروف باسم "الكالفار" ببلدية القبة التي يعود تاريخ انطلاقها لأكثر من خمسة أشهر، ومع ذلك لا يوجد دليل واحد يثبت وجود تلك الأشغال إلا عند الإقتراب لموقعها . فحسب بعض مستعملو هذه الطريق فإن اكتظاظ حركة المرور يضطرهم لإستعمال طريق حي "مار إي سولاي" لبلوغ حي بانوراما.نفس الشيئ بالنسبة لأشغال تزفيت الطرقات التي مست حي رويسو مؤخرا حيث خلفت إكتضاظا لحركة المرور قرابة الساعتين على مستوى نهج جيش التحرير الوطني ومفترق الطرق الرابط بين شارعي المعدومين وحسيبة بن بوعلي. المجمعات السكنية "فجرت" الوضع .. كثيرا ما تميز الطرقات المؤدية للمجمعات السكنية اختناقا كبيرا في حركة المرور خاصة في الفترة المسائية أو خارج أوقات العمل، وهو ما استقيناه من لدن مواطنين من بلديات برج الكيفان و باب الزوار شرق العاصمة، حث صرح بعضهم من حي الموز" السلطات المحلية لما تبادر بمشاريع سكنية، لا تفكر في توسيع الطرقات وفقا للمجمعات السكنية حتى يكون هناك توازن وبالتالي التخفيف من حدة المشكل" وهو أمر عايشناه في الكثير من المرات في النفق الرابط بين بلديتي باب الزوار و برج الكيفان على سبيل المثال لا الحصر نظرا لتدشين أحياء جديدة بالقرب من حي 5جويلية، وإسماعيل يفصح، وحي الموز بباب الزوار، وبن طلحة ببراقي والكاليتوس، وبغرب العاصمة في كل من بلديات درارية وبن عكنون والدويرة. حتى الأنفاق لم تحل المشكلة .. بقدر ما ساهمت بعض الأنفاق في تخفيف حركة المرور كالنفق الرابط بين شوفالي و باب الواد ، والنفق المؤدي لساحة أول ماي، لم تنجع الأنفاق المتواجدة بقلب العاصمة كالنفق الرابط بين شارعي حسيبة بن بوعلي وعميروش، ولا النفق الرابط بين عكنون وحيدرة ونفق شارع الشهداء من التخفيف من حركة المرور ، حيث ما يزال الاكتظاظ سيد الموقف إلى درجة أن البعض من المواطنين الذين تحدثنا إليهم قالوا بصريح العبارة "ما الفائدة من إستثمار أموال باهضة في هاته الأنفاق ما دامت لم تحل المشكل"، فيما اقترح آخرون الطرق المزدوجة فوق الأنفاق خاصة أمام ضيق الشوارع . الميترو و الترامواي .. الحلم المؤجل تحدث عنهما الكثيرون لكن ما زالت أشغالهما لم تكتمل بعد رغم تصريحات المسؤولين بالإنتهاء من أشغالهما نهاية السنة القادمة إلا أن نسبة الأشغال في الوقت الراهن لا توحي بذلك. فبالنسبة لمشروع تراومواي الممتد على بعد 23 كلم انطلاقا من حي المعدومين وصولا لدرقانة ببرج الكيفان باستطاعته حمل مايربو عن 6800شخص في الإتجاه الواحد لإحتوائه على 7مقطورات، وعن الجديد في المشروع أكدت مسؤولة من المؤسسة في تصريح"للشرووق اليومي" بأن العمل حاليا منصب على إعداد المنشات الفنية و تحويل شبكات الصرف الصحي و المياه الصالحة و الشرب، في انتظار ترحيل 53عائلة التي مسها المشروع في الأيام القليلة القادمة . أما الميترو فقد أنتهت أشغال الخرسنة به منذ حوالي شهرين والمرحلة الموالية حسب تصريح وزير النقل في إحدى المناسبات تتمثل في كهربة السكك الحديدية و إنارة الأنفاق، وقال بأن العملية ستكون بداية من فيفري من السنة القادمة على أن يسلم المشروع في غضون نهاية 2008. مديرية الأشغال العمومية تتنصل .. نفى رئيس مصلحة تنمية المنشئات القاعدية بمديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر غياب اللافتات الدالة على وجود الأشغال على مستوى الطرقات و الشوارع الرئيسة وإن اعترف ضمنيا بنقص هاته اللافتات حيث حمل المسؤولية في هذا السياق المقاطعات الإدارية لأن العمل يجب أن يكون بالتنسيق معهم. وبخصوص ألأشغال المتعلقة بتزفيت الطرقات فقد أكد المتحدث بأن العملية يستحيل القيام بها خارج أوقات العمل أو في الليل، تفاديا لإحداث ثقوب على مستوى شبكات الغاز الطبيعي ، أو الصرف الصحي ، أو قنوات المياه الصالحة للشرب، لأن تدخل المصالح المعنية حينها سيكون مستحيلا. وحسب ما صرح به رئيس بلدية بر خادم فإن بعض الأشغال كانت مقرونة ببعض المناسبات كالألعاب العربية التي احتضنتها الجزائر مؤخرا دفع بالسلطات المحلية بالتعجيل بأشغال التهيئة و تزفيت الطرقات في وضح النهار رغم ما يسببه من اختناق في حركة المرور. من جهة أخرى فإن هناك بعض الأشغال تتعلق بتهيئة قنوات الصرف الصحي غالبا ما تباشر بها مؤسسة المياه و التطهير لولاية الجزائر"سيال" لا توجد إشارات دالة على وجودها إلا عند الإقتراب من موقع الأشغال مثل الأشغال الجارية بشارع طرابلس بحسين داي والجارية أيضا على مستوى بلدية المقرية . الوصول الى مديرية النقل حلم آخر ! علما منا بأنها المسؤول الأول لما يحدث في طرق و شوارع العاصمة ومحاولة منا لمعرفة الحلول التي سطرتها مديرية النقل لتفادي كل ما يحدث، عملنا ما بوسعنا للوصول للمديرية، وقد تطلب منا الأمر إعداد طلب مقابلة مدير النقل للعاصمة وإرساله لمصالح ولاية الجزائر من أجل الموافقة علية وبعد مضي حوالي أسبوعين تحصلنا على الرد بتحديد موعد معه، وفي اليوم المتفق عليه وجدنا المسؤول المعني بالأمر غائبا لإرتباطاته الوزارية حسب ما أخبرتنا به السكرتيرة، ورغم محاولتنا للتحدث مع مسؤولين آخرين هناك فقد فشلنا في ذلك.