اعتبر عدد من القياديين المنشقين عن صفوف جبهة القوى الاشتراكية نتائج مؤتمر الحزب المقرر انعقاده اليوم وغدا "مختومة بختم اللاشرعية وخارجة عن القانون لأن المؤتمر نفسه ركب غلط" حسبهم. وفي بيان أمضاه عدد من القياديين المنشقين عن الأمانة الدائمة للأفافاس مثل أكموم بلقاسم، حنيفي ماسينسيسا، قاسي رمضان وملبوس الشريف، ندد وا فيه بالظروف غير العادية التي حضر فيها "شبه المؤتمر" وبالخروقات التي ميزت المؤتمرات التحضيرية الجهوية التي لم تنظم حسبهم حسب ما تنص عليه النصوص التنظيمية للحزب واصفين إياها ب " الاجتماعات الظرفية لقدماء 63 التي ينظمها الأمين الوطني الجديد". وفي تذكير بتاريخ انعقاد المؤتمر ذكر هؤلاء بأن "مؤتمر العار" حسبما جاء في البيان "سيكتب في حوليات حزب جبهة القوى الاشتراكية وينعقد 3 سنوات متأخرا عن موعده الحقيقي" محملين القيادة مسؤولية "المشي على قوانين الحزب"، وقد حذر البيان من خطر "فقدان الاعتبار" الذي يتهدد حزب الأففاس على الصعيد المعنوي والسياسي بعد إهمال المؤتمرات التحضيرية الجهوية "المخولة قانونا بضبط قوائم المؤتمرين والمصادقة على مشاريع النصوص التي يناقشها المؤتمر، ما يجعل حسبهم هذا المؤتمر "مزورا" ولا يليق بالمكانة السياسية التي تحتلها جبهة القوى الاشتراكية. وبالمناسبة انتقد هؤلاء الطريقة التي اختير بها المؤتمرون "الذين سيكونون هم المرشحين للمحليات القادمة" والذين يمثلون العلامات الأولى لمؤتمر "مفبرك" لن يكون إلا "اجتماعا لمطابقة الحزب مع القانون 97/07 وبعده "سيصعب على الجبهة خلق شرعية جديدة ". من جهتها تعتبر قيادة الحزب المؤتمر الرابع لجبهة القوى الاشتراكية المقرر لليوم وغدا، والذي يفتتحه زعيمه وقائده حسين آيت احمد الذي قدم خصيصا من سويسرا بعد سنوات من الغياب عن الجزائر، "مؤتمر الألفية" الذي سيحاول الحزب من خلاله تدارك الصفة الشرعية للنشاط السياسي، بعد سنوات من تأخر عقد المؤتمر، كما سيكون فرصة للزعيم آيت احمد للقاء مناضليه وإعطائهم التعليمات السياسية بخصوص الانتخابات المحلية المقررة لنهاية شهر نوفمبر القادم، باعتبار الأفافاس كان الحزب الوحيد الذي قاطع التشريعيات وبارك المقاطعة الشعبية الواسعة. وبحسب الخلافات الحاصلة بين المناضلين والشقاق في القيادة المستمر منذ سنة كاملة فإن المؤتمر الرابع للحزب، بقدر ما سيكون فرصة لجناح آيت احمد للسيطرة على الأوضاع واستعمال القبضة الحديدية بقدر ما سيستغل المنشقين الفرصة لتبليغ موقفهم الرافض للسياسة المنتهجة من قبل آيت أحمد والسكرتير الوطني الجديد خاصة وأن دعواهم لم تجد الأذن الصاغية من قبل القيادة رغم مرور سنة كاملة على الخلافات. غنية قمراوي