قامت قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " بنقل المجندين الجدد الذين إلتحقوا بالتنظيم قبل أشهر و أغلبهم من ضواحي العاصمة إلى معاقل بالمنطقة الخامسة (شرق البلاد) و مناطق نائية و معزولة تم توزيعهم على جماعات صغيرة. و قد أكدت مصادر أمنية أمس الأربعاء أن لجوء التنظيم الإرهابي إلى هذه المناورة يأتي للتصدي لمحاولات فراره المجندين عقب تسليم خمسة منهم أنفسهم لقوات الأمن في أقل من أسبوع. و قد أكدت مصادر أمنية أمس الأربعاء أن لجوء التنظيم الإرهابي إلى هذه المناورة يأتي للتصدي لمحاولات فراره المجندين عقب تسليم خمسة منهم أنفسهم لقوات الأمن في أقل من أسبوع . و تقول نفس المصادر أن أبو مصعب عبد الودود الأمير الوطني لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " قد وجه تعليمات صارمة لأتباعه لتشديد الحراسة على جميع الأفراد و تقييد تحركاتهم خاصة المجندين الجدد . و أفادت شهادات تائبين سلموا أنفسهم حديثا بولاية تيزي وزو أن قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " قررت نقل مجندين جدد من المنطقة الثانية (تيزي وزو ، بجاية، البويرة ، بومرداس) إلى مناطق أخرى و ذلك خلال الأسابيع الأخيرة و مما تسرب ل"الشروق اليومي" من مصادر قريبة من التحقيق مع هؤلاء ،أنهم يرجحون نقلهم إلى مناطق تقع شرق البلاد و علم أحدهم أن رفيقه تم نقله إلى ضواحي بوغني أقصى ولاية تيزي وزو بعد أن كان ينشط في سرية الفتح بقورصو بولاية بومرداس . و أضاف أنه تم في وقت سابق التفريق بين أفراد الجماعات الذين يتعارفون بحكم إنتمائهم لنفس الأحياء أو كانت لديهم علاقات دراسة و عمل حيث تم توزيعهم على جماعات صغيرة تنقلت مؤخرا "إلى وجهات مجهولة " و رجح نقلهم إلى مناطق شرق البلاد . "تتم حراستنا حتى عند التبول و لا ثقة فينا" وكان يعتقد أن هذه الإجراءات تندرج في محاولة الإفلات من عمليات التمشيط لكن شهادات تائبين حديثا أكدت أن تحركات الإرهابيين كانت "وقائية" من عمليات فرار . و كشف التائب (ك.أ) أنهم تعرضوا لحصار مشدد و تم تقييد تحركاتهم حيث تم تقليص أعمالهم مثل ملأ الماء و الحفر لعدم إستغلالها للفرار كما منعوا من الخروج من "الكازمات" بحجة ضبطهم من طرف قوات الجيش التي تقوم بعمليات تمشيط و تم قطع كل وسائل الإتصال عنهم و منعهم من التجمع إلا بحضور أحد قدماء نشطاء الإرهابيين للإطلاع على حديثهم . و إختصر العديد من التائبين حديثا حياتهم هناك بالقول "كنا نعيش كالأسرى و لا نتمتع بأدنى حرية" و ذهبوا للتأكيد على وجود رقابة لصيقة "حتى عند التبول خارجا في الأحراش " و لم يكونوا محل ثقة حيث لم يكونوا مطلعين على ما يحدث "و كانوا يتكلمون في الهواتف أو مع بعضهم بعيدا عنا ". وتكون قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " قد لجأت إلى حصار المجندين الجدد و حتى بعض المترددين في تأييد منهجها بعد التفجيرات الإنتحارية لإفشال فرارهم و تسليم أنفسهم حيث سبق للمدعو( أ.زهير) الذي سلم نفسه حديثا لأجهزة المن قد كشف أن الإرهابيين أبلغوهم بوجود قنابل في المسالك حتى لا يقدمون على الهروب و صرح تائب آخر م.محمد أن"الشيخ" أكبر الإرهابيين في الجماعة و أقدمهم كان هو من يقوم بحراستهم و يمنعهم من الإتصال بذويهم . و نقل مؤخرا بعض التائبين العديد من رفقائهم في تسليم أنفسهم خاصة المجندين الجدد الذين إكتشفوا أنه غرر بهم فعلا حسب شهادات هؤلاء و أنه سيتم تجنيدهم في عمليات إنتحارية بعد أن إكتشفوا أنهم لا يخضعون لأي تدريب عسكري أو "تكوين ديني " في ظل إنعدام حلقات و نقاشات شرعية. و قال مسؤول أمني معني مباشرة بالملف ل"الشروق اليومي "أن هؤلاء مرشحون لعمليات انتحارية و أن قيادة التنظيم الإرهابي تعتمد على أجهزة التفجير عن بعد لتنفيذ الاعتداء في الواقع كما تحرص على مرافقتهم لموقع الاعتداء كما حدث في عملية الهجوم على ثكنة الأخضرية . نائلة.ب