حقق برنامج "قصتي مع كتاب الله" الذي تبثه (الشروق تي في) نجاحا كبيرا، بالنظر للحلقات المتميزة التي تابعها الجمهور طيلة شهر رمضان المعظم، وقدّم الوجه الحقيقي للعائلات الجزائرية التي تنافست لأجل تحفيظ أبنائها وبناتها كتاب الله العزيز. هذا البرنامج الذي كان من إعداد الزميلين ناصر بن عيسى وسمير مخربش، تم التطرق فيه إلى قصص جزائريين مع القرآن الكريم، وهي الفكرة التي تعد الأولى من نوعها في القنوات العربية، والتي تميزت بالتنويع في عرض قصص لأطفال ونساء ورجال وشيوخ من معاقين ودكاترة من فقراء وأثرياء ومغتربين ارتموا في أحضان القرآن الكريم، فكانوا عبرة وأسوة حسنة لغيرهم. ومن هؤلاء قصة غنية، الكفيفة التي حفظت كتاب الله عن طريق السمع إلى أن أصبحت تكتبه بلغة براي، والشيخ عبد الوهاب بغورة، الأمازيغي الذي درس في جامع الزيتونة، ونال المرجعية في العلوم الشرعية، وأما الشاب ياسين زروقي، الكفيف فقد أبهر الجميع بقدراته ومواهبه، فهو حافظ لكتاب الله وبطل رياضي ويكفي أن تقرأ له آية قرآنية فيعطيك رقمها بدقة واسم السورة. ومن القصص التي عرضها البرنامج قصة الدكتورة جراحة الأسنان، رشيدة قارص، التي تحدت المرض وحفظت كتاب الله، وتعلمت أحكام الترتيل . وقصة شهيرة عمراني، دكتورة الفيزياء التي تحفظ كتاب الله وعشرين حزبا باللغة الإنجليزية، وهي تحضّر لبحوث تجمع فيها بين الفيزياء والإعجاز العلمي في القرآن. ولجين، الطفلة التي نطقت بالقرآن قبل أن تتعلّم القراءة والكتابة. وأما العيد شارف، فقد أرغم السلطات على توسيع المسجد لاستيعاب المصلين الذين يصلون وراءه التراويح. كما تضمن البرنامج قصصا أخرى لأهل الله، الذين تنوعوا في السن والجنس والمستوى الدراسي، فتحدوا الظروف وركبوا سفينة القرآن، وجعلوا من كتاب الله خير جليس ورفيق على مدى الحياة. وشملت الحلقات العديد من ولايات الوطن. البرنامج يعد الأول من نوعه، وقد لقي تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور، ويحظى بمتابعة واسعة لما تضمنه من قصص تحفّز المشاهد على ولوج عالم القرآن، على أن يتواصل مستقبلا خاصة أن العديد من الجمعيات والمدارس القرآنية سجلت الحلقات وقدمتها لتلامذتها، لأن البرنامح يقدم خبرة وطريقة حفظ كل ضيف كدرس نموذجي لمن أراد أن يعقد قرانا روحيا مع كتاب الله.