أصدرت محكمة الجنايات لمجلس قضاء بشار في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، وخلال محاكمة ماراطونية امتدت إلى أكثر من سبع ساعات أحكاما بالسجن النافذ في حق ثمانية متهمين، وصلت إلى 8 سنوات في حق (غ. م) المكنى أبو أيمن، بينما أدين المتهم الثاني ب 6 سنوات. أما اثنان من المتهمين فقد صدر في حقهما الحكم ب 5 سنوات، فيما أدين الخامس ب 18 شهرا نافذا لحيازته نظارات ميدان بعد أن برأته المحكمة من تهمة الإشادة بالإرهاب. وكانت التهم الموجهة للمتهمين الثمانية هي الإشادة بالأعمال الإرهابية وحيازة أسلحة بيضاء محظورة ونظارات ميدان. أما بقية المتهمين وعددهم ثلاثة فاستفادوا من البراءة التامة.حيثيات القضية -حسب قرار الإحالة الصادر عن غرفة الاتهام _ تعود إلى صائفة العام الماضي، حيث تلقت مصالح الأمن لولاية بشار معلومات تقول بوجود جماعة هي بصدد التحضير لأعمال إرهابية ليتم القيام بتفتيش منازلهم، اذ ضبط بحوزة بعضهم رسائل تشيد بالأعمال الإرهابية ومذكرة جيب أقراص وأشرطة فيديو لأبي مصعب الزرقاوي والطرطوسي وأخرى حول مقاتلي الشيشان وتسجيلات لخطب مصدرها الزاوية العاشورية بوهران، وكذا تسجيلات مصورة لتفجيرات 11 ديسمبر التي استهدفت مركز التجارة العالمي، إضافة إلى أسلحة بيضاء وخناجر. كما أشار القرار إلى أن حلقات لدروس كانت تقام بمنزل أحد المتهمين الذي كان يستضيف أفراد المجموعة ببيته. المتهمون وخلال مثولهم أمام هيئة المحكمة أنكروا كل التهم المنسوبة إليهم وأن الرسائل التي ضبطت بحوزتهم هي عبارة عن خواطر وبعضها عبارة عن وصايا للأهل عند الوفاة. كما صرح به أحد المتهمين الذي ضبطت بحوزته وصية تقول "إن من يغسلني ويكفنني يكون سنيا"، بينما نفى المتهمون أن تكون الدروس التي كان يلقيها بعضهم لها علاقة بالإشادة بالإرهاب وأنهم لا يعرفون شيئا عن هذا الأمر، إلا أن التساؤل الذي كان في كل مرة يلاحق المتهمين خلال مثولهم أمام قاضي الجلسة هو تغيير كل الأقوال التي صرحوا بها للضبطية القضائية، وكذا أمام قاضي التحقيق، إلا أن المتهمين أجمعوا في تصريحاتهم على أن التصريح الأول كان بسبب التوتر الذي رافقهم خلال عملية الاستنطاق، وهو التفسير الذي ذهب إليه دفاع المتهمين الذين اعتبروا أن التهم التي يحاكم بها موكلوهم وهي الحيازة وتكوين جمعية أشرار انتفت فيها غرفة الاتهام وجه الدعوى، حيث طالبوا ببراءة موكليهم من التهم المنسوبة لهم.