معجزة الثورة لا زالت قائمة بعين صالح في الذكرى الثالثة والخمسين لثورة نوفمبر المجيدة لا تزال صور بطش الاستعمار محفورة في ذاكرة الشعب وعلى تراب الوطن الذي روى من دماء الشهداء ، في هذه الذكرى أيضا صور تقشعر لها الأبدان لشهداء المقاومة الشعبية في الجنوب الذين سقطوا في معارك تاريخية كبرى قبل قرن من الزمن لا زالت جثثهم كاملة المعالم بشعورهم وجلودهم وأظافرهم ، هم اليوم مبعثرين في أماكن مختلفة من صحراء تيديكلت بعين صالح في مقابر "متواضعة"والبعض الأخر مغمور في الرمال حيث يعثر السكان في كل مرة على أعضاء هؤلاء الشهداء بمجرد الحفر أو إزالة الرمل بفعل الزوابع . وعلى الرغم من المساعي التي قام بها بعض أعيان المنطقة منهم النائب السابق في البرلمان باجودة دحاج مع وزارة المجاهدين لإيجاد حل للاحتفاظ بجثث هؤلاء الشهداء وإكرامهم بمقابر جماعية إلا أن وزارة المجاهدين لم تحرك ساكنا ، ففي منطقة "الدغامشة "الموجودة على بعد 4 كلمتر من عين صالح والتي شهدت معركة مع الاستعمار الفرنسي في 14 جانفي 1900 بقيادة الرقاني مولاي عبد الله القادم من منطقة "توات" مرفوقا بحوالي 800 مقاتل هذه المنطقة لا تزال تضم جثثا عديدة للشهداء، البعض منهم بني له قبر من الطوب والحجارة والبعض الآخر دفنته الرمال ، وكان وزير المجاهدين السابق السعيد عبادو قد زار الدغامشة في الثمانينات وطلب من رئيس بلدية عين صالح أنذاك دحاج باجودة أن يقيم سياجا على الجثث كمقبرة للشهداء الذين لم تتحول جثثهم حيث لا يزال الجلد يغطيها وبروز للأظافر وشعر الرأس ، أما شهداء معركة" لفقيقيرة" التي قادها الحاج باجودة المهدي وأخيه بوعمامة وابن أخيه رفقة سيدي بابا من المرابطين في 27 ديسمبر 1899 فلا تزال جثثهم مبعثرة في الصحراء غير مدفونة لحد الأن حيث غمرت الرمال عدد منهم وتارة تعرى جثثهم نتيجة الزوابع أو عن طريق النبش ، وحسب النائب السابق باجودة فأنه يوجد حوالي 300 شهيد مشتتة أشلاؤهم بين ثلاثة مناطق وهي لفقيقيرة وإينغر والدغامشة. وتظهر صور حديثة التقطت لجثث الشهداء في منطقة" الدغامشة "أعضاء كاملة كساعد وكف اليد كاملة يغطيها جلد وتظهر فيها أيضا اثار الاوعية الدموية والأظافر ، ويستغرب سكان المنطقة بما فيهم أعوان حفظ الأثار من سر بقاء الجثث دون تحلل ويريدون أن تسارع الجهات المعنية لاعادة الاعتبار لذكرى هؤلاء الشهداء بدفنهم في مقابر جماعية "محترمة". أما ثورة الفاتح نوفمبر 1954 بمنطقة عين صالح بقلب الصحراء فقد وقعت المعركة المشهورة "سيدي مهني "التي تبعد حوالي 100 كلمتر شرق المدينة بين قوات الاحتلال والمجاهدين الذين قدموا من المنيعة جنوبغرداية لاقامة اتصالات مع سجناء عين صالح وقضى المجاهدون فيها على قائد القوات الفرنسية "نوار جون"وهو ضابط برتبة ملازم أول، كما اعتقلت القوات الفرنسية أكثر من عشرة مجاهدين وحولتهم الى سجن :لومباز"بباتنة وسقط العشرات من الشهداء خلال الثورة المجيدة. وقد حصل النائب السابق في البرلمان باجودة على عدة وثائق تاريخية هامة وكتب تؤرخ لمختلف الأحداث المذكورة والتي وقعت في منطقة الصحراء من متحف جورج بومبيدو بفرنسا ، حيث توجد رسالة مؤرخة في 29 جانفي 1891 من القائد العام للقوات الفرنسية الى وزير الداخلية الفرنسية يلح على طلب احتلال كامل منطقة تيديكلت وسط الصحراء بعد المعلومات التي وصلته مفادها أن المجاهد الحاج المهدي باجودة على إتصال بمقاومة الشيخ بوعمامة. من عين صالح ليلى مصلوب