جدد الجناح السياسي التابع للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، المعروف بالتيار الصدري، رفضه دعوة الحكومة العراقية تسليم أسلحة مليشيا جيش المهدي أو استسلام أفرادها. وقالت الحركة أن السلاح لن يسلم إلا إذا كانت الحكومة العراقية مستعدة لإنهاء الاحتلال الأمريكي للبلاد. وتأتي هذه التصريحات في وقت تستمر فيه الاشتباكات والقتال الشرس بين مليشيا جيش المهدي والقوات العراقية الحكومية المدعومة بغطاء جوي أمريكي. فقد قالت الشرطة العراقية أن الطائرات الحربية الأمريكية قصفت منزلا في البصرة، مما تسبب مقتل ثمانية مدنيين، من ضمنهم امرأتان وطفل. كما توسعت الاشتباكات المسلحة العنيفة لتطال أحياء أخرى في مدينة البصرة ، وتقول مصادر صحية في المدينة أن عدد قتلى هذه المواجهات بلغ منذ اندلاعها الثلاثاء حتى الآن نحو 188 شخصا على الأقل، وإصابة ما لا يقل عن 500 آخرين، إلى جانب سقوط قتلى آخرين في مدن عراقية أخرى. كما ذكرت مصادر طبية عراقية أن إجمالي عدد القتلى في المواجهات مع جيش المهدي يصل إلى 300 قتيل. وفي مدينتي الحلة وكربلاء قتل 12 من أفراد جيش المهدي، كما قتل ثمانية في المواجهات بمدينة الصدر شرقي بغداد، حيث المعقل القوي للتيار الصدري وجيش المهدي. وكانت ميليشيا جيش المهدي قد تجاهلت إنذار الحكومة بتسليم أسلحتها واستسلام أفرادها. وكان المالكي قد عرض دفع مبالغ ومكافآت مالية لعناصر جيش المهدي مقابل تخليهم عن أسلحتهم، لكنه مدد مهلته حتى الثامن من أبريل المقبل. ولا يزال مقاتلو جيش المهدي مسيطرين على معظم أنحاء مدينة البصرة، إذ اعترف وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمود في مؤتمر صحفي بالبصرة أن القوات الحكومية تواجه مقاومة عنيفة من جانب المسلحين مما اجبر القوات الحكومية على تغيير خططها وأساليبها. كما دعا مقتدى الصدر السبت القادة العرب المجتمعين في قمة دمشق الى دعم المقاومة العراقية، والعمل الى طرد الاحتلال الأمريكي من بغداد. المالكي: جيش المهدي الذي يقاتل الحكومة أسوأ من القاعدة وصف نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية السبت الجماعات المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية في البصرة بأنها "اسوأ" من تنظيم القاعدة، متهما هذه الجماعات بأنها تعمل وفقا لأولويات سياسية خارجية تحاول إفشال التجربة السياسية في العراق. وقال المالكي في حديث أثناء استقبال وجهاء وشيوخ عشائر في مدينة البصرة السبت "مع الأسف الشديد كنا نتحدث عن القاعدة، ولكن كان فينا من هم أسوأ من القاعدة بل هم صنو القاعدة" في إشارة إلى الجماعات المقاومة التي تقاتل القوات الحكومية في محافظة البصرة الجنوبية.وتهاجم القوات الحكومية منذ فجر الثلاثاء أماكن تجمعات ميليشيا جيش المهدي الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، والتي رفض أفرادها قرارا من المالكي قبل ثلاثة أيام بإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم مقابل عدم محاسبتهم قانونيا.