نجح الجيش اللبناني، الجمعة، في ضبط سيارة مفخخة ب500 كلغ من المواد المتفجرة، في وقت تحيي البلاد الذكرى السبعين للاستقلال في ظل مخاوف من انزلاقها إلى حرب أهلية على خلفية النزاع في سوريا. وبعد أيام على استهداف السفارة الإيرانية في بيروت بتفجير انتحاري مزدوج أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصا بينهم دبلوماسي إيراني، قال الجيش اللبناني إنه ضبط في البقاع الشمالي سيارة كانت معدة للتفجير. وعن ظروف العملية، قال مصدر أمني إن الجيش كان اشتبه بالسيارة وحاول اعتراضها قبل أن تتبادل العناصر الأمنية وركاب السيارة إطلاق الرصاص، لكن المسلحين تمكنوا من الفرار. ثم عثر الجيش على السيارة متوقفة الى جانب الطريق عند طرف مقنة. وتأتي هذه الحادثة في وقت يحتفل لبنان بالذكرى السبعين لاستقلاله عن فرنسا مع تزايد المخاوف من انتقال النزاع في سوريا المجاورة إلى أراضيه، لاسيما مع الانقسام الحاد الذي يشهده المجتمع على خلفية الحرب بسوريا. وعبرت كلمة الرئيس اللبناني ميشال سليمان، الخميس، عن هذه المخاوف إذ انتقد تخطي بعض التيارات اللبنانية "الحدود والانخراط في نزاع مسلح"، في إشارة إلى حزب الله الذي يقاتل في سوريا إلى جانب القوات الحكومية. وقال سليمان "لا يمكن أن تقوم دولة الاستقلال، إذا ما قررت أطراف أو جماعات لبنانيّة بعينها، الاستقلال عن منطق الدولة.. باتخاذ قرارات تسمح بتخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلّح على أرض دولة شقيقة..". واعتبر أن التدخل في النزاع السوري يعرض "الوحدة الوطنيّة والسلم الأهلي للخطر"، مشيرا في هذا السياق إلى أن التفجيرات الأخيرة التي وقعت في مناطق متفرقة تؤكد "ما بات يتهدد الوطن من مخاطر فتنة وإرهاب مستورد". يشار إلى أن سياسيين لبنانيين معارضين لحزب الله، خاصة من قوى 14 آذار وعلى رأسها تيار المستقبل، حملوا الحزب جزءا من المسؤولية عن تفجيري السفارة الإيرانية بسبب تورطه في النزاع السوري.