الظاهر أن ابتعاد المنتخب المصري عن نهائيات كأس العالم لما يقارب الثلاثة عقود، بات يشكل "عقدة مزمنة" لكل المصريين عموما وأهل الاختصاص من المدربين على وجه الخصوص، وإلا كيف يفسر تصريح المدرب الجديد للفراعنة "شوقي غريب" باختياره الوصول لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 هدفا أولا وأخيرا لمشواره مع "منتخب الساجدين" كما يحلوا للمصريين تسمية "الفراعنة". شوقي غريب البالغ من العمر 54 عاما، كان إلى جانب "المعلم" شحاتة لما فاز المصريون باللقب القاري ثلاث مرات متتالية وسبق له التتويج باللقب الإفريقي في القاهرة عام 1986 كلاعب، بات لا يعني له اللقب القاري الكثير، وإنما أصبح هاجسه الوحيد هو تحقيق حلم الوصول لكأس العالم الذي فشل المصريون في تحقيقه منذ 1990. ولا غرابة إذا علمنا أن سلف شوقي غريب في العارضة الفنية "للفراعنة" الأمريكي بوب برادلي الذي رحل بعد الفشل في المحطة الأخيرة من التصفيات بهزيمة قاسية أمام غانا، ظل هو الآخر يحلم بالوصول لنهائيات مونديال البرازيل منذ تعيينه في 2011. ودعا شوقي إلى ضرورة العودة إلى الواقع والبدء من جديد، وعدم التغني بانجازات الماضي لأجداده الفراعنة الذين شيدوا الأهرامات وكذا انجازات الأجيال السابقة الذين تعاقبوا على المنتخب، حينما قال في حديث لوكالة رويترز الأحد، "منتخب مصر سبق له الفوز بأمم إفريقيا سبع مرات.. الجماهير تشبعت من هذه البطولة وتحلم بأن نصل لكأس العالم.. وهذا طموحي الأول..فلن نسير خلف أوهام يرددها البعض بأن الفراعنة بنوا الأهرامات ومن غير المعقول ألا يفوزوا بأمم إفريقيا لأن هناك الآن ما هو أهم من البطولة الإفريقية." ووعد غريب ببناء فريق قوي قوامه لاعبين شبان حصلوا على فرصة جيدة في عامي برادلي مع المنتخب، لكن عليه أن ينتظر حتى مطلع مارس المقبل قبل أن يجتمع بلاعبيه للمرة الأولى وحين يفعل ذلك فإنه سيقود تشكيلة ليس فيها صانع اللعب محمد أبو تريكة الذي أعلن اعتزاله كرة القدم وربما تخلو أيضا من المدافع المخضرم وائل جمعة البالغ عمره 38 عاما. ووصف غريب المرحلة السابقة "للفراعنة" بأنها "لا شيء" بعدما فشل في بلوغ كأس العالم وأخفق في التأهل لكأس الأمم الإفريقية مرتين متتاليتين في 2012 و2013، بقوله:"المحصلة صفر.. وسأبدأ من الصفر. أسعى للانتهاء من بناء المنتخب الجديد في 2014 أو على الأقل الاستقرار على النسبة الكبيرة منه خلال هذا العام."