علمت »الشروق اليومي« من مصادر موثوقة عن تواجد عصابة تنشط في تهريب الشباب عبر الحدود المغربية الجزائرية نحو سبتة الإسبانية وتتاجر ببطاقات التعريف الوطنية وجوازات السفر الجزائرية. وحسب ذات المصدر فإن العصابة يتسع نشاطها بداية من تونس مرورا بعنابة، الجزائر العاصمة، وهران ثم مغنية وصولا إلى جدة المغربية ثم إلى سبتة ثم إلى إسبانيا. وحسب اعترافات أحد الشباب من الذين تمكنوا من الفرار من الموت الحتمي فإن العصابة وهي متكونة من أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين ال 40 و60 سنة رصدتهم عند المنطقة الحدودية الجزائريةالتونسية وبالضبط بمنطقة العيون، حيث قاموا بإيصالهم إلى العاصمة التونسية وأقنعوهم بضرورة الخروج من الجزائر نحو إيطاليا أو إسبانيا. وهم من يتكفلون بكل المجريات والوثائق اللازمة شرط أن يدفعوا مبلغ (08) ثمانية ملايين سنتيم للشخص الواحد، وفعلا كانت البداية بأن سددوا بدلا عنهم مستحقات النزل والإطعام، على أن يلتقوا في عنابة ويضعوا الخطة وكيفية التحضير للخروج إلى إسبانيا. بعد خمسة أيام عاد الشباب من رحلتهم السياحية من تونس ليهاتفهم أحد أفراد العصابة ويقنعهم بضرورة اللقاء، وكان فعلا ذلك بأحد المقاهي بمحطة القطار بعنابة وتم إقناعهم بفكرة الخروج نحو إسبانيا بالمبلغ المتفق عليه وإن تعذر على أحد استكمال المبلغ، فالعصابة تتكفل بذلك دون تردد. في اليوم الموالي - يضيف - ذات الضحية كان اللقاء على الساعة الرابعة صباحا حيث استلمت العصابة المبلغ المطلوب من كل شاب في عنابة، واتجهوا نحو العاصمة على متن سيارة خاصة وفي العاصمة ركنوا السيارة بأحد المستودعات واتجهوا مباشرة نحو محطة الطاكسي فامتطوا سيارة أجرة باتجاه ولاية وهران ثم مغنية وهناك تركت العصابة الشباب في مكان شبه نائي واتجهت نحو مسلك مجهول، وبعد حوالي خمس ساعات عاودوا الرجوع، وبقوا هناك حتى حوالي الساعة التاسعة ليلا، وعبر مسلك وعر وموحش اتجهوا نحو وجدة المغربية عبر طريق معزول، اذ قامت العصابة بجمع بطاقات التعريف الوطنية الجزائرية وكذا جوازات السفر الجزائرية واتجهت بهم نحو وجهة بعيدة. في منطقة وجدة (يقول الشاب) وجدنا عشرات من الشباب من مختلف الجنسيات، مصرية، تشادية، نيجيرية، تونسية، مغربية، سودانية، مالية وغيرها، الكل ينتظر دوره للعبور من وجدة نحو سبتة ثم عبر مضيق جبل طارق إلى غاية إسبانيا. حينها أدرك الشبان الجزائريون أن مصيرهم سيكون حتما الموت لأن العصابة تأخذ البطاقات الوطنية وجوازات السفر أو كما سموها "الخضراء" وتبيعها إلى عصابات مغربية بقيمة 15 مليونا للبطاقة والجواز حتى يتمكنوا بها من العبور وبطريقة شرعية نحو منطقة سبتة الإسبانية كون السلطات الإسبانية بما فيها الهلال الأحمر وبقانون رسمي تسمح لحاملي الجنسية الجزائرية من العبور والمكوث بالتراب الإسباني، في حين سيكون مصير الشاب صاحب البطاقة والجواز الجزائري الموت الحتمي إذ أنهم يجبرونه على الوصول إلى خط العبور عن طريق المضيق وعن طريق السباحة يقومون بتوجيهه نحوه طلقات نارية قد تأتيه من أي ناحية كان. العائدون من هناك تركوا كل شيء من مبالغ مالية - بطاقات التعريف الوطنية وجوازات السفر وفروا هاربين من الموت الحتمي. نسيمة بوعصيدة اطبع هذه الموضوع عودة الى الخلف أغلق هذه الصفحة اضغط هنا لتحديث الصفحة