رفع إمام مسجد طارق بن زياد وسكان شارع زرقاوي عبد القادر بواد قريش نداء عاجلا للسلطات المحلية من أجل التدخل لترميم المسجد المصنف في الخانة الحمراء و المهدد بالانهيار في أية لحظة على رؤوس المصلين والمارة، بعد أن تنازلت عن أشغاله الشركة المكلفة بالترميم بسبب المشاكل المالية بينها وبين المصالح التقنية لولاية الجزائر. خطر كبير يلاحق المصلين من جهة و السكان المجاورون لمسجد طارق بن زياد بأعالي بلدية واد قريش وحتى التلاميذ المتمدرسون بإبتدائيات "صلاح الدين" و"الإخوان حجام"حيث أن صومعة المسجد التي يزيد علوها عن 30مترا تكاد تنهار فوق رؤوسهم، بسبب التصدعات و الإنشقاقات التي تعرضت لها خلال زلزال2003. وحسب شهادة إمام المسجد فان هيئة الرقابة التقنية للبنايات كانت قد صنفت المسجد حينها في الخانة الحمراء، لكن لحد الآن لم تكتمل أشغال الترميم التي باشرتها مؤسسة الإنجاز ميلة لولاية قسنطينة منذ حوالي عام ونصف، في حين لا تتعدى نسبة الأشغال اليوم 5 بالمائة و السبب –يضيف المتحدث-أن صاحب المشروع تنازل عن أشغال الترميم لأنه لم يتحصل على أية وثيقة تثبت القيام بأشغال الترميم هناك، كما أن المصالح التقنية لولاية الجزائر لم تدفع له المستحقات المالية الخاصة، وهو ما دفعه لإعادة نزع القضبان الحديدية التي شيدها المقاول على المسجد من أجل الترميم ، لكن تدخلت حينها المصالح التقنية التابعة لبلدية واد قريش وطلبت منه مواصلة الأشغال، ووعدته منذ حوالي 6 أشهر بتسليمه لمستحقاته المالية لكنها لم تف بوعدها حسبما صرح مسؤولو المؤسسة لإمام المسجد. من جهته أكد لنا أحد عمال "شركة إنجاز ميلة –سورام"الذي وجدناه تائها بالقرب من المسجد أن المؤسسة حاليا مدانة لمصالح ولاية الجزائر بحوالي ملياري سنتيم لكن ، العمال حاليا يتقاضون أجورهم من المديرية العامة المتواجدة بولاية قسنطينة . السكان من جهتهم أكدوا "للشروق اليومي" أنهم راسلوا السلطات المحلية بما في ذلك بلدية واد قريش و الدائرة الإدارية لباب الواد وولاية الجزائر ، لكن لا حياة لمن تنادي. ويبقى مصير السكان و المصلين مرهونا، في ظل النزاع القائم بين المصالح التقنية لولاية الجزائر و المؤسسة المكلفة المصرة على التنازل عن المشروع ، في وقت زادت فيه أشغال الترميم التي انطلقت فيها المؤسسة من تضرر جدران المسجد ، وبالتالي فإن مجرد هزة زلزالية صغيرة قد تحدث كارثة بشرية ببلدية واد قريش. سليمة حمادي