أوقفت الوحدات الأمنية الإسبانية أول أمس 16 جزائريا تمكنوا من الوصول إلى إسبانيا، حسب ما أفاده مركز تنسيق الطوارئ التابع لمقاطعة "مُرسية". وتم رصد 12 حراقا من المجموعة على الساعة الحادية عشر صباحا بين منطقتي "كالبلانكي" و"كالا ريونا"، في حين وُجد اثنان آخران في منطقة "كروث روخا". وأوضحت المصالح الأمنية الإسبانية أن حالة المهاجرين غير الشرعيين لم تستدع تدخلا طبيا عاجلا، ولهذا لم يتم تحويل أي منهم إلى مركز طبي لأخذ الإسعافات اللازمة، وتم تحويلهم إلى مركز شرطة بمدينة "كارتاخينا". وتم العثور على القاربين اللذين استعملهما الحراقة في التنقل، مع 3 براميل مملوءة بحوالي 80 لترا من الوقود، وكذا بطاريات ومواد غذائية مثل التمر والجبن. وأبلغ عدد من المواطنين الإسبان المصالح الأمنية عندما عثروا على أحد القوارب، كما تم إبلاغ مركز تنسيق الطوارئ الذي أرسل سيارة إسعاف إلى مكان التوقيف، لكن الحالة الصحية الحسنة للحراقة لم تستدع نقلهم إلى المستشفى حسب ما ذكرته المصادر الإسبانية. ومن جهة أخرى، أوقفت الشرطة الإسبانية أول أمس 8 جزائريين حاولوا الرسو بقاربهم على ساحل مورثيانا. وتمت أولى التوقيفات على الساعة السابعة والنصف صباحا في شاطئ "هوندا"، حيث رصد أعوان الأمن 4 حراقة يرتدون ملابس مبللة، وهو ما استدعى توقيفهم ومساءلتهم ليتبين أنهم مهاجرون غير شرعيون. وفي الساعة العاشرة إلا ربع، تم توقيف مهاجرين اثنين آخرين، في منطقة "مونتي بلانكو". وجميع الموقوفين ذكور بالغون وهم في صحة جيدة، حسب تصريحات مصالح الأمن الإسبانية. وهذه هي الاعتقالات الأولى التي تمت في بداية شهر ديسمبر ضد الحراقة الذين يتوافدون على السواحل الإسبانية في ظروف مناخية قاسية تؤدي بكثير منهم إلى الغرق دون بلوغ الضفة الأخرى. ومن جهة أخرى، استفاد 264 جزائريا من تسوية وثائق إقامتهم في منطقة "أشتوريا" الإسبانية خلال التسعة أشهر الأولى من هذه السنة، حسب ما أوردته أمس النشرية الإلكترونية الاقتصادية "إل كوميرثيو ديخيتال"، استنادا إلى السجل الحكومي الذي قام بإحصاء عدد الأجانب الذين استفادوا من تسوية وضعيتهم في المنطقة، وبلغ مجموعهم 6285 أجنبي. وللإشارة، فقد صرح محمد خوذري، الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان قبل أسابيع أن الجزائر أوقفت أكثر من 1100 مهاجر غير شرعي كانوا بصدد الإبحار صوب أوروبا، ما بين شهري جانفي وأوت الماضيين. كما تتزايد الانتقادات الموجهة إلى حكومة ثاباتيرو التي يتهمها معارضوها بعدم متابعتها الجدية لملف الهجرة غير السرية، وأنها لم توف بالتزاماتها المتعلقة ببرنامج تعزيز حرس السواحل وتجهيزهم بالمعدات اللوجستية اللازمة لمتابعة النشاط في عرض المياه الإقليمية الإسبانية، وهو برنامج تم إعلانه في الصائفة الماضية عقب رصد خمس قوارب حملت مهاجرين غير شرعيين، جميعهم جزائريون. مصطفى فرحات