بعدما زاحمت المرأة الرجال في وظائفهم، فأصبحن سائقات للحافلات، وسيارات الطاكسي، وعاملات في محطات البنزين، لم يجدن حرجاً الآن في مزاحمة شقيقها الرجل في ارتكاب جرائم خطيرة ومعقدة، على غرار تزوير العملة، الخطف والاحتجاز والتعذيب والقتل البشع، و حتى الإرهاب، وهي تهم خطيرة تتراوح أحكامها بين 20 سنة سجنا وحتى الإعدام. منطقيا تجعل التركيبة النفسية والجسدية للمرأة، من ضعف جسدي وعاطفة قوي. أقل ميولا للإجرام مقارنة بالرجل، لكن الواقع المُعاش أثبت العكس. وفي هذا السياق تضمنت الدورة الجنائية المنعقدة بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر وعلى غير العادة، الكثير من أسماء المتهمات المتورطات في قضايا مختلفة؛ فبعدما كانت النسوة يُتابعن في قضايا معيّنة تعتبر بسيطة مقارنة بما يرتكبه الرجال، على غرار جرائم السرقة، إنشاء محل للدعارة، إخفاء رضيع عن والده، أو الشجار والسب... احترفن في الآونة الأخيرة إجراما أكثر خطورة وتعقيدا، إلى درجة أنهن تورطن حتى في الإرهاب. وفي هذا السياق تضمن الجدول التكميلي لدورة جنايات العاصمة، اسم 19 امرأة متورطة في قضايا تعتبر جديدة على عالمها، ومنها قضية متعلقة بجناية السرقة ليلا وباستعمال الكسر وإخفاء المسروقات والعصيان، مذكور فيها اسم سيدة رفقة سبعة رجال. قضية أخرى متابع فيها 24 متهما بينهم 9 نساء جميعهن غير موقوفات، والقضية متعلقة بجناية التزوير في محرر عمومي، استعمال المزور التزوير في وثائق إدارية النصب والاحتيال والرشوة، و هي قضية أقدم فيها المتهمون على تزوير الوثائق لغرض حصول أشخاص معينين وبطريقة غير شرعية على منحة المجاهدين. كما أصبحت النساء لا يترددن في التورط في قضايا التزوير والاختلاس وتقليد أختام الدولة رغم خطورتها وثقل أحكامها؛ ففي جناية متعلقة بالتزوير في محررات رسمية واستعمالها، باصطناع وكالات توثيقية، وجنح المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات واختلاس أموال عمومية، امتثل للمحاكمة مجموعة من المتهمين بينهم 7 نساء. وحتى مجال تزوير الأوراق النقدية واحتجاز الأشخاص، أصبح يستهوي النساء، حيث تورطت امرأة رفقة شخص، في حجز ضحية دون أمر من السلطات، مع هتك عرضها، وتورطا أيضا في تزوير أوراق نقدية، النصب وحيازة أشرطة إباحية. وأيضا ملفات الإرهاب أصبح يذكر فيها اسم نساء، حيث ستعالج ذات المحكمة مطلع شهر فيفري المقبل، قضية متعلقة بالانخراط في جماعة إرهابية، تكوين جمعية أشرار، السرقة، استعمال المزور في هيكل مركبة، ولوحات الترقيم، تقليد أختام الدولة وحمل سلاح حربي، مذكور فيها اسم سيدة. وحسب نفسانيين، فإن الحرمان العاطفي والمشاكل الاجتماعية وحتى الاقتصادية، جعلت النساء يدخلن وبقوة عالم الجريمة المعقدة، يقول أحمد بن زاوي، وهو مختص نفساني، أن الظروف العائلية غير السوية للفتاة، مثل العنف السري المسلط عليها الذي يؤدي غالبا إلى هروبها من المنزل، وأيضا حالات الطلاق كلها تؤثر بشكل مباشر في نفسية المراهقات والنساء، وتجعلهن ميالات إلى العنف والجريمة، في ردة فعل للانتقام من المجتمع، حيث يتبدد لديهن الخوف من العواقب، خاصة إذا لقين تشجيعا من رجال يقومون باستغلالهن وغسل أدمغتهن، سواء عن طريق اللعب على وتر العواطف أو إغرائهن مادي، وبحكم طبيعة المرأة الحساسة فإنها تنجرف بسهولة وراء الرجل. وأشارت دراسات أخرى في علم الاجتماع، أن توجه المرأة نحو الجريمة، هو نتيجة لشعورها بالنقص أمام الرجل سواء جسديا أو نفسيا، ما يجعلها تحاول تبيان خطأ هذه الحقيقة، وإبراز نفسها كمخلوق قوي يستطيع الاعتماد على نفسه ويتفوق حتى على الرجل، ولن تجد أسهل من الجريمة لإثبات ذلك في الواقع.