يكشف الراقي أبو مسلم بلحمر، عن العلاقة الموجودة بين القرين و"الشوَّاف" أو العرَّاف، باعتبار القرين له كل المعلومات الشخصية لابن آدم وبالتالي يعرف نقاط القوة والضعف، مستشهدا بالقول: نحن مثلا قصدنا شوافة وفي قاعة الانتظار وجدنا عددا كبيرا من الزبائن من مناطق متفرقة وبمستويات مختلفة من المهندس إلى الطبيب إلى الفلاح وصولا إلى البطال، "الشوافة" أول شيء تقوم به تذكر اسمك ويكون صحيحا، وتبدأ عملية التهيئة النفسية ثم الاختراق فالاحتراق، تقول لك جئت لأجل ثلاثة مشاكل، الأول لا يمكنني حله أما الاثنان الباقيان فسأساعدك في حلهما، وهنا يتشتت ذهنك ف"الشوّافون" أذكياء ويزنون القط من ذيله" يقومون بإجراء سكانير للشخص، ليس لأنهم يعلمون الغيب بل يعتمدون على وصفة "زوَّق تبيع". الاستعانة بالقرين "الشواف" يبيِّن لك نوعاً من الضعف والذي يستقوي به في عملية المكر والذكاء الخارق، ثم يخترق لك قدراتك العقلية ويعدِّد لك مشاكلك بالتفصيل قبل أن تبوح بها أنت له؛ فالمشعوذ يستعين بقرين من الجن وهناك ثلاثة أنواع طيار، غواص، مدخم، تدخل الجنّ معك وبيد كل جن كناش، حيث تقع عملية تحميل المعلومات الخاصة بك، وفي لمح البصر تُخزن المعلومات وتدخل في قُمرة القيادة، وهنا تفاجأ باطلاع المشعوذ على أسرارك، وتدخل في مرحلة الاستقالة من شخصيتك، لأن المشعوذ دخل علبتك السوداء عن طريق القرين.
المعوذتان والإخلاص وأكد بلحمر أن أيَّ مشعوذ أو عرَّاف فوق المعمورة لن يعرف أسرارك، إذا بصقت عن شمالك ثلاثا، وقرأت قبل دخولك إليه سورة الإخلاص والمعوذتين شرط أن تدخل بنيَّة، فأكيد أن المشعوذ سيُصاب بتشويش، أما القرين فلن يأتي بأية معلومة، لأن الجن هو الوسيط الذي يمنح المعلومات للعراف.
علاقة القرين بالسحر يفسر أبو مسلم أن هناك نوعين من السحرة؛ ساحرا هاويا وساحرا محترفا، أما المحترف فهو في مرحلة التكوين والممارسة هي التي ستكتسبه أثناء السحر بالتجارب وهو تحت المراقبة الشيطانية، والتنقيط يكون عبر الحصص التي تُعرض عليه، أما القرين فلا يدخل مباشرة في عملية السحر بل يكون جهة ً يستعان بها ومستهدفاً. هناك سحر التشتيت، التعطيل، التمريض، القتل، الربط، حسب الأهداف والدوافع والغاية التي أريد لها فعل السحر. أما المادة السحرية أو الطُلسم "الجدول" له نوع الجن، لذا يسأل الساحر الزبون الذي يطلب منه خدمة لاستهداف شخص آخر، لذا يطلب الساحر من الزبون اسم الشخص المستهدف واسم والدته. يقول بلحمر: القرين له أثرٌ في سلوك الإنسان وفي تصوره وصحته وفي أعضائه لكن بنسب مختلفة، فالسحرة يقومون بعملية تلطيف الكلام دون ذكر قيامهم بعملية السحر أو التمريض أو الموت أو التشتيت، حيث يطلب الساحر جلب شيء من أثر المستهدف: ثياب بها عرق، أو شعر منه، أو أثر من لباسه الداخلي، بالإضافة إلى اسمه واسم أمه ليوظفها الساحر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجن ثلاثة أصناف، جن غواص وطيار ومدغم". ويفصل الراقي بلحمر أن الجن الطيار هو الذي يملك أجنحة يطير في السماء، وغواص يغوص في البحار وفي المجاري المائية، وجن مدغم يعيش بين ظهرانينا أي يعيش معنا في ديارنا وفي الطرقات والجبال وفي المزارع والفيافي ولهم حياة ومجتمع خاص بهم.