هسيتيريا الإشاعات أو حمى البلاغات الكاذبة طالت جميع فئات المجتمع الجزائري، إثر تفجيرات الثلاثاء المنصرم بالجزائر العاصمة. ليتدوال الصغار قبل الكبار خبر تفكيك قنبلة بهذا الشارع أو بذاك الحي أو نشر إشاعة حول وجود متفجرات بداخل مركز تجاري، أو عند مدخل هيئة عمومية أو بجوار مستشفى أو بين الجموع في سوق شبعي. فبعد دوي الانفجار الأول الذي استهدف المجلس الدستوري عند 9 و41 دقيقة صباحا من يوم الثلاثاء نسج الجزائريون في ظرف ربع ساعة أكثر من سيناريو للتفجير، لتتكاثر تأويلات الانفجار، فبينما رجح البعض أن يكون انفجارا انتحاريا استهدف جامعة الحقوق ببن عكنون، أكد آخرون أنه انفجار الغاز بالإقامة الجامعية للبنات بحيدرة 3 بينما أقسم البعض على أنه إنفجار قنبلة بكلية العلوم السياسية والإعلام أو حتى هجوم إرهابي ثاني على قصر الحكومة. وفتح دوي الانفجار الثاني الذي استهدف المفوضية العليا للاجئين بحيدرة المجال لشبك قصة بوليسية عن خطة إرهابية واسعة لتفجير العاصمة وبين التفجيريين اندلعت حالة من الهلع والخوف في العديد من أحياء ومناطق العاصمة بسبب بلاغات كاذبة عن وجود متفجرات وقنابل بالإضافة لإشاعات عن تفكيك عشرات القنابل بأرجاء العاصمة. وانطلق مسلسل الإشاعات مباشرة بعد التفجيريين لتنتشر وبسرعة البرق إشاعة تفكيك قنبلة بحي العناصر وأخرى بكلية الطب وثالثة بموقف حافلات النقل الجامعي بسعيد حمدين ورابعة بمحطة الحافلات بالرويبة، علاوة عن حالة الرعب والفوضى والصراخ عقب كل إشاعة حتى فرّ جميع من كان يتجول بشوارع العاصمة لقضاء حاجاته أو غير ذلك نحو بيوتهم وبدت أحياء وشوارع العاصمة ظهيرة يوم الثلاثاء خالية على عروشها وهي التي تشتكي عادة الزحام واختناق طرقاتها. ورغم ذلك فإن الإشاعات تعدت المعقول فأي تجمع ولو كان ضئيلا من حيث العدد يعني ذلك بالبديهة تفكيك قنبلة، وأي شخص دعته الضرورة للهرولة في المشي أو الجري، تجد كل من يحيطون به يجرون خوفا من قنبلة غير موجودة. وأصبحت المباني الحكومية ومقرات المؤسسات الحساسة و دور الصحافة مشجاب تعلق عليه هذه الإشاعات، فعند تمام الرابعة من يوم الثلاثاء المنصرم اهتزت محطة النقل الحضاري لبن عمر بالقبة ليس على وقع إنفجار وإنما على وقع إشاعة مفادها أن شرطيا لمح شخصا مشبوها يضع متفجرات بمدخل دار الصحافة بالقبة وجرى ورائه والاحتمالات كلها واردة فيمكن أن تنفجر في أي لحظة إلا أن الحقيقة - حسب ما أكده أحد أعوان الأمن بدار الصحافة بالقبة - أنه شخص وُجد عنده مخدرات فهرب فجرى الشرطي ورائه، وتستمر الإشاعات ليوم الأربعاء وحتى مع نهاية الأسبوع، فقد تداول الجزائريون إشاعة تفكيك قنبلة بمستشفى مصطفى باشا صبيحة يوم الأربعاء وأخرى بسوق ميسوني و أثار تجمع الشرطة بمركز البريد لبن عكنون زوبعة من الإشاعات حول تفكيك قنبلة ووجود متفجرات بداخل المركز والقبض على إرهابي أراد السطو على مركز البريد. زين العابدين جبارة