قالت تقارير أمنية جزائرية وأجنبية "أن اذاعة القرآن الكريم الجزائرية، لعبت دورا كبيرا في اقناع عناصر الجماعات الارهابية بوضع السلاح والكف عن قتل الجزائريين"، وجاء في هذه التقارير التي استندت على تصريحات ارهابيين تائبين وتصريحات ارهابيين أدلوا بها أثناء محاكمتهم، أن "أمراء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، يمنعون عناصرهم من الاستماع الى هذه الاذاعة، بما في ذلك الاستماع الى القرآن الكريم". وتبث اذاعة القرآن الكريم ، وهي اذاعة صغيرة أطلقها الطاهر وطار، عندما شغل منصب المدير العام للاذاعة الجزائرية في1991، ست ساعات فقط، بين الخامسة والحادية عشرة صباحا، ثم تتوقف عن البث لتفسح المجال للاذاعة الدولية، التي أطلقها المدير الحالي للإذاعة الوطنية عزالدين ميهوبي قبل اشهر قليلة، وهي تبث برامجها على الموجات المتوسطة "آ.م" وهي موجات ضعيفة لا تصل الى جميع الولايات الجزائرية. واستنادا الى التقارير السالفة، يصل بث هده الاذاعة، الى بعض الولايات فقط تقع في وسط البلاد مثل البليدة والجزائر العاصمة، والمدية والبويرة وبومرداس والمسيلة، غير أنها لا تصل بشكل واضح الى ولاية تيزي وزو، وهي منطقة مشتعلة أمنيا ومركزا متقدما من مراكز الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بالاضافة الى كونها أحد أهم المراكز التي يستهدفها التنصير المسيحي. وحسب هده التقارير، أحدها تقرير فرنسي أنجزته المخابرات الفرنسية، فإن بث هذه القناة غير قوي، وأن برامجها لا تصل بشكل واضح ونقي، ولا يسمع الا بصعوبة في المناطق الجبلية بتيزي وزو وبرج بوعريريج والبويرة، وبجاية وسطيف، وهي من أهم المواقع التي تتموقع فيها الجماعة السلفية. وقال ارهابيون تائبون وآخرون تمت محاكمتهم، في محاكم تيزي وزو وبومرداس والجزائر العاصمة أن "اذاعة القرآن الكريم كانت تمثل بالنسبة اليهم المرشد الديني الأول، وأنهم تعرفوا على خطورة ما يقومون به عبر هده الاذاعة.. التي تقدم الاسلام على حقيقته، دين تسامح وحب وعمل"، وقال هؤلاء أن "أمراء الجماعة السلفية حرّموا الاستماع الى برامج هده الاذاعة وأصدروا فتاوى بعدم سماع ما تبثه وسائل اعلام الدولة، باعتباره اعلاما دعائيا يدعو للكفر ويدعم الطاغوت"، وأصدروا بناء على هذه الفتوى قرارا بمنع الاستماع الى كلام الله الذي تبثه هذه القناة، وقرروا معاقبة أي شخص يضبط متلبسا بالاستماع الى القرآن الكريم، غير أنهم لم يذكروا إن كان رفاق لهم "ضبطوا متلبسين"، وما هي طبيعة العقوبة التي تسلط عليهم في مثل هده الحالة. وكان عناصر "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، التي باتت تسمى "تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي"، يستمعون الى برامج هده القناة من خلال "ترانزيستورات" صغيرة الحجم، يخبئونها في أماكن بعيدة عن محيط الأمراء، ثم يستمعون اليها في فترات متقطعة، لا يكونون فيها مكلفين بتنفيد عمليات ارهابية. وعلمت "الشروق اليومي" من مصدر حكومي أن الحكومة تلقت تقارير مفصلة عن هده القضية، وبناء على هذه التقارير، قررت تقوية بث اذاعة القرآن الكريم وتوفير الامكانات التقنية والفنية للطاقم الساهر عليها، بينها تخصيص غلاف مالي ضخم قيمته 45 مليار سنتيم لاقتناء مقر جديد يليق بالقناة، واقتناء أجهزة بث واستديوهات رقمية متطورة، وتطوير برامجها، والانتقال من البث المحدود بست ساعات الى بث مستمر يتم على مدار الساعة. وكان رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم، ووزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة، قد أعلنا في 13 جويلية الماضي الماضي عزمهما على النهوض بهده الاذاعة، وذلك بتوفير الامكانات اللازمة لها لإعادة تأهيليها، وهذا ابتداء من شهر سبتمبر (الماضي)، الا أن هذه الوعود بقيت حبرا على ورق ولم يتم تنفيذها لحد الآن. وعلمت "الشروق اليومي" أن المدير العام للاذاعة الوطنية عز الدين ميهوبي، اشترى قبل أشهر قطعة أرض بحي دالي براهيم مساحته 3 آلاف متر مربع، لبناء مقر جديد للإذاعة يضم قناة القرآن الكريم وقنوات اذاعية أخرى، بينها قناتي البهجة والاذاعة الدولية. ويكون ميهوبي، الذي عين على رأس الاذاعة قبل سنتين تقريبا خلفا للسيد زواوي بن حمادي، قد تأخر في تجسيد وعود رئيس الحكومة ووزيره للاتصال، بسبب "تردده في قبول عرضين لشراء مقرين جاهزين، الأول يقع في حي دالي ابراهيم، والثاني فيلا راقية تقع في الشراقة، وهدا نظرا لارتفاع سعر البيع المقترح عليه. وقال مصدر حكومي للشروق ان الرئيس بوتفليقة اهتم شخصيا بقضية هذه الاداعة، وطلب من الوزير السابق للاتصال الهاشمي جيار، وزير الشباب والرياضة الحالي، ووزير الاتصال الحالي عبد الرشيد بوكرزازة، "الاهتمام بهذا الملف وتحويل هذه الاذاعة الهامة، من وضعها السيء الذي توجد عليه الى وضع يليق بها، وبموضوع عملها، وهو القرآن الكريم، وتثمين الدور الذي تلعبه، في ابراز قيم ديننا الحنيف وادحاض الفكر التكفيري الذي تدعو اليه الجماعات الارهابية"، غير أن هدا الحرص لم يتجسد لحد الآن. هابت حناشي