تعزيزات أمنية مشهودة اتخذت صبيحة أمس بمجلس قضاء بسكرة تحسبا لأي طارئ خلال محاكمة مجموعة من المتهمين بالانتماء إلى الجماعات الإرهابية، في حضور عدد كبير من أقاربهم القادمين من ولايات تبسة، الوادي، باتنةوبسكرة. إلا أن المحاكمة أجلت نظرا لعدم اتخاذ إجراءات التخلف ضد متهمين فارين من أصل 3 موصوفين بالفارين، في حين وصف 11 آخر بغير الموقوفين، أما الموقوفون فعددهم 14 متهما، علما بأن العدد الإجمالي للمشتبه بهم يقدر ب 28 شخصا. وكانت الشروق اليومي قد تطرقت بإيجاز إلى هذه القضية حين كشفت أنها ستجدول في الدورة الإضافية ووقائعها تعود إلى الفاتح أفريل من العام الماضي، حيث تمكنت فرقة الدرك الوطني لبلدية شتمة من توقيف شاحنة من نوع "جاك" يقودها المسمى "ز.علي" وتوقيف سيارة "رونو" 12 التي كان يقودها "م. ابراهيم" كدليل لسائق الشاحنة، ولدى تفتيش المركبة المذكورة تم العثور على 10 أكياس من امنترات الأزوت مستوردة من تونس و 5 مسدسات رشاشة من نوع "كلاشنكوف" و5 قذائف صاروخية نوع "أربيجي7"، و 5 حشوات قذائف صاروخية. وقد صرح المتهم الرئيسي (ز. علي) بأن علاقته مع كتيبة الفتح المبين بدأت قبل حوالي 15 شهرا من توقيفه وتعززت بعد خروج صديقه المتهم الفار (م. إبراهيم) من السجن، وسرد جملة العمليات التي قام بها برفقته ومشاركته والتقائه برؤوس الفتح المبين من بينهم المدعوان صحراوي وحذيفة. وعن رحلته من بئر العاتر إلى بسكرة صرح المتهم الرئيسي للضبطية القضائية أنه بتاريخ 31 مارس 2006 تم شحن شاحنته بالأسلحة، والذخيرة والمواد المتفجرة داخل أكياس، وأثناء الرحلة رافقه صديقه (م. إبراهيم) بسيارة من نوع 504 لاستكشاف الطريق، وبدخوله إقليم بلدية شتمة ببسكرة وجد المدعو (م. أ) الذي كان يوجهه بيده نحو المسلك المؤدي إلى المنطقة المقصودة بضواحي برانيس، وكان هو الآخر على متن سيارة نوع "رونو 12 حيث تم توقيفه. وقد أفضت تحريات الدرك إلى توقيف عدد من الأشخاص من بينهم (غ.ع.م) الذي صرح للضبطية القضائية أن المسمى (س.ح) الذي خرج لتوه من الحبس عرض عليه فكرة الإنضمام إلى جماعة "الفتح المبين" وأنه إتصل به ثانية عبر الهاتف وأخبره أنه من قام رفقة ثلاثة إرهابيين باغتيال التائب قدوري باستعمال مركبة فخمة. وحسبه فإن كتيبة الفتح المبين تتكون من (ب.ر) المدعو شعيب أمير الكتيبة والمدعوين شفيق وعبد الرؤوف وآخرين من جنسيات تونسية، موريتانية ونيجيرية. أما المتهم (ب. أحمد) فصرح أنه تعامل مع المتهم الرئيسي وشريكه (م.إ) في تهريب الأسمدة الفلاحية المدعمة بالأزوت من تونس مع شخص من هذا البلد يدعى خالد. وأفادت تصريحات المتهم (ب.ن) أنه خلال شهر جوان من عام 1996 كان على متن سيارة رفقة رجل الأمن المسمى نبيل العسكري أوقفتهم جماعة إرهابية في حاجز مزيف، وحولت وجهتهم، وأثناء السير أشهر نبيل مسدسه وقتل إرهابيا وجرح اثنين آخرين قبل أن يلقى حتفه بطلقة من أحد الإرهابيين أردته قتيلا داخل المركبة. هذه التصريحات وأخرى لمتهمين آخرين نفاها أصحابها عند استجوابهم من طرف قاضي التحقيق، حيث أنكر المتهم الرئيسي (ز.ع) جرم الانخراط في مجموعة إرهابية واعترف بجرم نقل أسلحة حربية تحت التهديد بالقتل من طرف الإرهابي المدعو حذيفة كما أقر بعلاقته مع المتهم الفار (م. إبراهيم). يذكر أن التهم الموجهة إلى هؤلاء المتهمين (28 متهما) تنوعت بين جناية الانخراط في مجموعة إرهابية وحيازة ونقل أسلحة وذخيرة حربية بدون رخصة والإنخراط في مجموعة إرهابية وتمويل جماعة إرهابية وجنحة عدم التبليغ عن جناية. أ. أسامة