لم يؤدي إعلان السلطات المصرية عن جعل أيام الانتخاب عطلة مدفوعة الأجر، إلى رفع نسبة التصويت في الانتخابات الرئاسية في يومها الثاني والأخير إلى المستوى المأمول. وأعلن رئيس الوزراء إبراهيم محلب -من خلال التلفزيون الرسمي ليلة الاثنين أنه سيتم اعتبار الثلاثاء عطلة رسمية في القطاع الحكومي والمصارف لتشجيع الناخبين على التوجه إلى مراكز الاقتراع، كما دعا القطاع الخاص إلى "التيسير على المواطنين" ليتمكنوا من المشاركة في الانتخابات. كما قررت اللجنة العليا للانتخابات تمديد الاقتراع ساعة إضافية في مراكز الاقتراع لتغلق في الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي بدلا من التاسعة. وتفيد الأنباء الواردة من مصر أن أعدادا قليلة من الناخبين كانت تقف أمام بعض مراكز الاقتراع في القاهرة عند فتح أبوابها مجددا صباح الثلاثاء. ويحق لأكثر من 53 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات التي يتوقع أن يفوز بها وزير الدفاع المستقيل المشير عبد الفتاح السيسي، الذي ينافسه القيادي اليساري حمدين صباحي. وسيعلَن عن الفائز في موعد أقصاه الخامس من جوان، لكن النتائج على مستوى اللجان الفرعية قد تعرف يوم الأربعاء. وحصل السيسي على أكثر من 94 في المائة من أصوات الناخبين المصريين بالخارج، مقابل ستة بالمائة لصباحي، بينما يؤكد مقاطعو الانتخابات أن ما يجري "غير شرعي". وقال موقع" إخوان أون لاين" التابع لجماعة الإخوان المسلمين " إن عددا من النساء المواليات لعبد الفتاح السييسي ( المترشح المرجح فوزه بالانتخابات) يقمن باستجداء المواطنيين لجذبهم إلى لجان الانتخابات من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وشمل الاستجداء دعوات مباشر للنزول يصحبها الغناء والزغاريد تارة والتصفيق والرقص تارة أخرى، بينما باءت كل هذه المحاولات بالفشل" . وسجلت منظمات حقوقية شكاوى من انتهاكات في محافظات عدة تراوحت بين منع دخول المندوبين، والتصويت الجماعي، وتوجيه الناخبين. أما غرفة متابعة الانتخابات بنقابة الصحفيين فأكدت منع صحفيين من الدخول إلى اللجان رغم حصولهم على تصاريح. كما سجل بيان أصدرته وقائع اعتداء واحتجاز بحق عدة صحفيين. وفي سياق ذي صلة بالتعتيم الإعلامي الذي تسعى السلطات المصرية فرضه على الانتخابات الجارية "اقتحمت قوات الأمن المصرية منزل الشهيد أحمد عمار (شهيد مجزرة فض رابعة) بأحد العقارات بمدينة نصر أثناء تصوير قناة " BBC " معها، كما قام الأمن المصري باعتقال كامل طاقم القناة عندما كان يقوم بالتصوير مع زوجة الشهيد. وأظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت قيام أحد الموظفين داخل اللجان الانتخابية بتسويد بطاقات انتخابية لصالح المرشح السيسي بحضور ضابط من القوات المسلحة. من جهتها، قالت غرفة وزارة العدل إنها رصدت 150 شكوى تتعلق بتباطؤ سير العملية الانتخابية وتكدس الناخبين. وتشهد البلاد حملة تعبئة واسعة من أجل تحفيز الناخبين على المشاركة. وتذيع التلفزيونات الخاصة والعامة منذ أيام أغاني تدعو المصريين إلى "النزول" يومي الانتخابات. وانضمت مؤسسة الأزهر إلى هذه الدعوة، وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب إن "التقاعس عن المشاركة في التصويت عقوق للوطن". أما التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب فأعرب عن تقديره لما سمّاه مقاطعة المصريين الثورية لانتخابات "رئاسة الدم" في حين تواصلت فعاليات رافضي الانقلاب في محافظة الإسكندرية احتجاجا على الانتخابات الرئاسية التي يصفونها بغير الشرعية. وخرجت عدة مظاهرات ليلية رفع فيها المتظاهرون صور الرئيس المعزول محمد مرسي، ورددوا هتافات تؤكد تمسكهم بشرعيته، كما رفعوا شعار رابعة ونددوا بترشح السيسي للرئاسة. ونظم محتجون مسيرات في الجيزة صباح أمس رفعوا خلالها شعارات رابعة وصور مرسي الذي يعتبرونه الرئيس الشرعي للبلاد، مرددين هتافات تصف المشاركين في الانتخابات بالخائنين لدماء ضحايا الانقلاب العسكري. وألقت قوات الأمن أمس القبض على 17 من رافضي الانقلاب أثناء فض مسيرات في شرق وغرب الإسكندرية للمطالبة بمقاطعة الانتخابات. ويقوم الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوقية مصرية بمراقبة الانتخابات التي تعد الاستحقاق الثاني في خارطة الطريق التي أعلنها الجيش مع عزل مرسي يوم 3 جويلية الماضي.