لقطة من الشريط بث بعض الانفصاليين المحسوبين على حركة الحكم الذاتي التي يقودها المغني "فرحات مهني"، مؤخرا عبر شبكة الإنترنيت، شريط فيديو لتخليد ذكرى الفنان القبائلي المغتال "معطوب الوناس" يحمل عنوان "المجد لنبينا معطوب الوناس". هذا الشريط الذي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه، والذي لا تتعدى مدته 5 دقائق و58 ثانية وأنجزه شخص سمى نفسه "كابيل سكي بوي"، عبارة عن فيديو كليب بإحدى الأغاني المختارة من سجل الفنان الراحل معطوب الوناس بدأ على افتتاحية تخليد تمجد الفنان وتعطيه صفة النبوة، وبعد "الجينيريك" مباشرة قام مصمم الفيديو كليب بمزج صورة العلم الذي يروّج له الانفصاليون ببعض اللقطات لقرية الفنان، تظهر نجمة سداسية مضيئة بشكل نجمة داوود تخترق السماء فوق قرية "ثاوريرث موسى" وتدخل مباشرة في بيت الفنان. ومن خلال ما تلي من الشريط، نقل المصور مختلف أركان منزل الفنان بمسقط رأسه، الذي تحول حسب ما ظهر في الشريط إلى شبه متحف مشكل من آلاف الصور والمنحوتات المخلدة لذكرى الفنان، وبعد الطواف بمختلف أركان المنزل التي تعج عن آخرها بمختلف الصور والأغراض الشخصية للفنان، نقل المصور عدسته إلى مستودع المنزل لينقل بعض المقتطفات من الحالة التي أصبحت عليها سيارة "المرسيدس" التي كان على متنها الفنان، عندما تم اغتياله يوم 25 جوان 1997، على مستوى المكان المسمى "ثالة بونان"، الواقعة على الطريق الرابط بين تيزي وزو وبني دوالة، من طرف مجموعة مسلحة مجهولة الهوية.من جهة أخرى، وبعد التطرق إلى بعض لقطات القبر الذي ووري فيه جثمان الفنان بفناء منزله الشخصي، وعلى وقع بعض الكلمات الحماسية من الأغنية التي أرفق بها الشريط "يال ثيزي ثحواج آعبار نك الباروذ يكفايي"، مزج معد الشريط بعضا من صور مختلف أعالي منطقة القبائل، ليختم الشريط ببعض الصور الملتقطة من أحداث الشغب التي شهدتها منطقة تيزي وزو، عقب حادثة اغتيال الفنان. هذا الشريط الذي يعد السابقة الأولى في تاريخ المنطقة، يأتي ليؤكد بعض الأقاويل التي كانت تتردد في وقت سابق، على لسان عديد من سكان المنطقة، تفيد بوجود أفراد من التيار الانفصالي تحاول السيطرة على الإرث الثقافي والفني والتاريخي للمنطقة من أجل زرع الشك والريبة في أذهان المواطنين بغرض التشويش على عقولهم ومحاولة سلخهم من أهم القيم التاريخية التي عرفت بها المنطقة. ولكن في هذه المرة تمادى الانفصاليون، إلى حد بعيد جدا بمحاولتهم هذه بالوصول إلى إعطاء صفة "النبوة" لأحد أكبر فناني المنطقة، صفة حاول بها معدو الشريط تقديس حياة وعمل الفنان في محاولة من أجل تغليط الرأي العام حول عقيدة سكان منطقة القبائل المشهورين بولعهم بهذا الفنان. ومن جهة أخرى تجدر الإشارة إلى اللمسة اليهودية في الشريط خاصة في بدايته، حيث تم وصف النجمة السداسية التي تخترق سماء منطقة القبائل لتحط في بيت الفنان معطوب، لمسة من شأنها تغيير حقائق تاريخية حول أصول الفنان ومحاولة تقريبها إلى الأصول اليهودية. كما تجدر الإشارة إلى مختلف الممارسات التي يقوم بها بعض الأفراد الناشطين في التيار الانفصالي من أجل ضرب الأصول التاريخية لمنطقة القبائل، ومن أجل تقريبها إلى حقائق أخرى، من شأنها إبعاد الفرد من أهم تعاليم الدين الإسلامي والثوابت الوطنية وتقريبه أكثر من تعاليم الديانة المسيحية. هذه الممارسات التي لمست في عديد من المرات على موقع حركة الانفصاليين في الانترنيت في عديد من المرات.