السؤال: سؤالي محرج ومهين ولكن لا حياء في الدين، أنا شاب عرفت ربي منذ نعومة أضافري، أصلي وأحافظ على علاقة مرضية بخالقي، ولكوني كنت على قدر من الالتزام فلم أكن أحبذ الصداقات الكثيرة حفاضا على ديني، وعرفت صديقا لي كان مثل أخي أشاطره كل لحظاتي، وكان يحبني هو الآخر، لكن ضعفت نفسي يوما ما وكرهت أنا ذلك اليوم فقد دمر حياتي، حبي لصديقي تحول إلى شهوة فمارست عليه الرذيلة وماتت نفسي في ذلك اليوم وابتعدت عن ربي فذنبي عظيم وهو من الكبائر أعلم ذلك جيدا،ولم تتوقف نفسي الخبيثة فقد صرت ألاحق الشواذ، والحقيقة لم أفعل معهم شيئا خوفا من ربي، ولكن نفسي تعذبني وتريد ذلك بشدة، طلبي منكم أن تدعو لي الله بالشفاء من داء القوم الفاسقين. الجواب: ما قمت به من عمل من كبائر الإثم التي يستحق صاحبه اللعن، ففي الحديث عند أحمد وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ"، وهو من الفواحش المنكرة كما قال لوط عليه السلام لقومه: "أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَاسَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ"، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم عقوبة من يمارس اللوط هي القتل، ففي سنن أبي داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ"، والواجب على من عمل هذا العمل سواء كان فاعلا أو مفعولا به أن يتوب إلى الله تعالى قبل أن يحل عليه غضبه فيكون من الخاسرين، وما تجده من رغبة وميل إلى الشذوذ فهو من إغراء الشيطان الذي يأمر بالفحشاء والمنكر كما أخبر عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ"، وهو من هوى النفس الأمارة بالسوء كما أخبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: "إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ"، وإنما يتقوى الشيطان على الإنسان ويسيطر عليه به وى النفس وشهواتها، فهي سلاحه الذي يصيد به الضعفاء، فجاهد نفسك وأشغلها بالطاعة، لأنك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية وأورثتك حب الشهوات، واجتنب مواضع الفتنة ومواطن الفاحشة، واعتزل الشواذ والمخنثين، وأكثر من الدعاء أن يعينك على النفس والشيطان، وحافظ على صلاتك فإنها كما قال الله تعالى: "تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ"، واستعن بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
السؤال: بشرتي حساسة جدا تتأثر بأشعة الشمس، وأنا أضع بعض الكريمات على الوجه، فهل هذا يفطر؟ الجواب: لا مانع من استعمال مثل هذه الكريمات خلال الصيام، لأنها تُسْتَعْمَلُ وقاية من المرض فهي في حكم الدواء، ولأنها لا تصل إلى الحلق فلا تفطر الصائم.
السؤال: إنني أصلي العشاء والتراويح في المسجد، وأرغب في صلاة التهجد، فهل علي تأخير صلاة الوتر أو أصليه مع الإمام؟.
الجواب: في المسألة تفصيل كالآتي: إن كانت عادته الانتباه آخر الليل فالأفضل له تأخير الوتر إلى آخر الليل، لما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ وِتْرًا"، وإن كان الغالب عليه عدم الانتباه والنوم إلى الصبح فالأفضل أن يوتر مع الإمام كي لا يفوته وتره، لما رواه مسلم وغيره من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَافَ أَنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلاَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ"، وروى أبو داود وابن خزيمة بسند صحيح عن أبى قتادة "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: مَتَى تُوتِرُ؟ قَالَ: أُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَقَالَ لِعُمَرَ: مَتَى تُوتِرُ؟ قَالَ آخِرَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ: أَخَذَ هَذَا بِالحَزْمِ، وَقَالَ لِعُمَرَ: أَخَذَ هَذَا بِالْقُوَّةِ"، والمشهور عند العلماء أنه إذا أوتر أول الليل لا يعيده في آخره، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي بسند صحيح عن قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ قَالَ: زَارَنَا طَلْقُ بْنُ عَلِىٍّ فِي يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ وَأَمْسَى عِنْدَنَا وَأَفْطَرَ، ثُمَّ قَامَ بِنَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَأَوْتَرَ بِنَا، ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى مَسْجِدِهِ فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا بَقِىَ الْوِتْرُ قَدَّمَ رَجُلاً فَقَالَ: أَوْتِرْ بِأَصْحَابِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لاَ وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ"، قال الترمذى في سننه: "قال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: إذا أوتر من أول الليل ثم نام ثم قام من آخر الليل فإنه يصلي ما بدا له ولا ينقض وتره ويدع وتره على ما كان، وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك والشافعي وأهل الكوفة وأحمد، وهذا أصح، لأنه قد روي من غير وجه أن النبيصلى الله عليه وسلم قد صلى بعد الوتر"، وبالنسبة للمأموم الذي يصلي التراويح في المسجد له أن يتابع إمامه فيصلى معه الوتر ليحصل له فضل متابعة الإمام كما ورد في حديث أبي ذر عند أبي داودوالترمذى والنسائي وابن ماجه بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: "إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ"، وله أيضا أن يصلي معه الوتر فإذا سلم الإمام قام يشفعه بركعة ويحصل له أيضا فضل متابعة الإمام، وله أن لا يصليه مع الإمام ويتركه إلى آخر الليل عملا بحديث "اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ وِتْرًا".