"عام مر على ارتقاء روحك الطاهرة إلى بارئها وسط كوكبة من الشهداء"، بهذه العبارة خاطب القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي المحبوس على ذمة عدة قضايا جنائية، نجلته أسماء، التي قتلت خلال فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، في ذكرى مرور عام على الفض. جاء ذلك خلال رسالة نشرتها، الأربعاء، الصفحة الرسمية للبلتاجي علي موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" تحت عنوان "رسالة الدكتور محمد البلتاجي - المعتقل في سجن العقرب - لابنته الشهيدة بإذن الله أسماء البلتاجي في ذكرى استشهادها الأولى". ولم يتسن معرفة كيف خرجت الرسالة من محبس البلتاجي بسجن العقرب جنوبي القاهرة. وتعتبر الرسالة هي الثانية التي يرثي فيها البلتاجي ابنته بعد الأولى التي نشرها بعد مقتل أسماء. وقتلت أسماء البلتاجي أثناء فض اعتصام رابعة العدوية من جانب قوات الجيش والشرطة يوم 14 أوت العام الماضي، ولم يتم فتح تحقيق في مقتلها بحسب ما سبق أن قاله والدها محمد البلتاجي المحبوس على ذمة عدة قضايا جنائية، اتهم بها عقب الإطاحة بمرسي في 3 جويلية 2013 وفض اعتصام أنصاره في ميداني رابعة العدوية (شرقي القاهرة) ونهضة مصر (غرب القاهرة). وتابع البلتاجي مخاطباً "أسماء" قائلاً "ابنتي الحبيبة.. شوقي لوجهِك الجميل وثغرِك الباسم وحضورِك الرقيق وعقلِك الرشيد.. لا يعلمه إلا الله ولا يُصّبر عليه إلا الله، لكنكِ في الوقت ذاته تعيشين بيننا ولم تفارقينا أبداً". وأضاف البلتاجي "في إحدى زيارات أمك لي بالسجن فوجئت بها تقسم بالله أن أسماء تعيش بيننا.. قصت عليّ أنها في كل وقت تلتقي شباباً وفتيات يقصون عليها أنهم تعرضوا لمشكلات وأزمات في حياتهم، وأنهم رأوا أسماء في الرؤيا تطمئنهم وتبشرهم وتنصحهم وتوجههم لفعل الخير حتى مروا من أزماتهم". ويسترجع البلتاجي لحظات مقتل أسماء قائلاً "جاء قتلك وأنتِ الفتاة العزلاء التي لم تحمل سلاحاً ولا حجراً دليلاً قاطعاً على أنهم استهدفوا كل من قال لا للانقلاب". وأوضح البلتاجي أن ابنته قتلت في سبيل مبادئها قائلاً "ابنتي وأستاذتي: شاءت إرادة الله أن يكون مقتلك - خصيصاً - على يد قناصة العسكر في ذلك اليوم المشهود آية وبرهان على صحة وعدالة القضية التي دافعت عنها وقتلت في سبيلها، ألا وهي الرفض التام لعودة حكم العسكر بعد ثورة يناير 2011 (التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك)". وأضاف البلتاجي "ابنتي وأستاذتي وقرة عيني عام مر هانت علينا الحياة فيه من بعدكم، فما صار السجن ولا السجان يرهبنا ولا القتل ولا الإعدام يقلقنا فقد علمتمونا بدمائكم الزكية الطيّبة وأرواحكم الطاهرة المؤمنة كيف يكون الفداء، وكيف تكون التضحية في سبيل الله إحقاقاً لقيم الحق والعدل والحرية".