هناك اتفاق وإجماع بأن القضية الفلسطينية لم تلق اهتماما كافيا من صانعي السينما العربية رغم أهميتها والمكانة التي تحتلها في قلوبنا وعقولنا. ومن هنا يتساءل المرء عن السر الكامن وراء عدم اهتمام المنتجين بتقديم أفلام تخدم القضية الفلسطينية شرحا ورصدا أسوة بالسينما الصهيونية التي لم تتخل عن ثوابتها في جميع أفلامها.. ولو بدأنا من الجزائر على مدار سنوات عديدة لم يتطرق ولا مخرج بربط واقع القضية الفلسطينية بواقع الوضع في البلدان العربية، حيث شهدنا كل الأنواع في الأفلام، وبالرغم من أن الجزائر لديها موقف ثابت في القضية ووجود جالية فلسطينية كبيرة في الجزائر، إلا أن القضية غيبت سينمائيا.. ولو خرجنا لبلدان أخرى مثل مصر مثلا لوجدنا بأن الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية سواء بشكل مباشر أو عبر الصراع العربي الإسرائيلي محدودة وفي مقدمتها فيلم »المخدوعون« للمخرج المصري توفيق صالح المقتبس عن رواية الكاتب الفلسطيني الشهير غسان كنفاني، "رجال في الشمس" و"ناجي العلي" لعاطف الطيب و"باب الشمس" ليسري نصر الله، وكان فيلم "فتاة من إسرائيل" (1948) الفيلم الأول الذي تطرق إلى القضية الفلسطينية وهو من إخراج محمد ذو الفقار وتلاه فيلم »نادية« سنة 1949. أما سينما الجيل الجديد فتناولت القضية عبر أفلام »أصحاب ولا بزنس« سنة (2001) إخراج علي إدريس و"بركان الغضب". وأخيرا فيلم »جوبا« فاتحا باب الجدل مرة أخرى حول أهمية تناول القضية الفلسطينية، واعترف الناقد الكبير طارق الشناوي بأن السينما العربية تعاملت بسطحية مع القضية، مشيرا بأصابع الاتهام إلى من قدموها ويعطي الشناوي مثال »جوبا« الذي اعتبره بأنه فيلم من سرد الخيال، وتساءل إذا كانت لدينا إمكانية محاربة الإسرائيليين بشخص واحد، فلماذا 60 سنة من الحروب؟ ومجمل الأفلام التي عالجت القضية كانت تصب في مداعبة المشاعر من أجل الربح والتجارة فحسب، وقد خلق جيل لا يعرف عن القضية إلا أنها تحتاج لحجارة لمحاربة العدو الإسرائيلي الذي يملك أذكى الأسلحة في العالم ولا تصله إلا مشاهد الأخبار التي تبث على الفضائيات وعدد الشهداء الذي يسقط يوميا وآخرها ظلام غزة الذي لم يحرك إلا التنديدات و البيانات وأطفال تموت تحت رحمة زر في يد صهيوني متجبر ونرجو من المنتجين والسينمائيين أن يعطوا أهمية لهاته القضية، لأن فلسطين ليس للفلسطينيين فقط، بل قبلة المسلمين الأولى وأرض الرسالات. سهيل.ب