إنتقلت الحركة التصحيحية هذه المرة إلى حزب عهد 54 الذي يترأسه السيد علي فوزي رباعين، أحد أرانب سباق رئاسيات 2004 والذي انتزع ما لا يقل عن نصف مليون صوت من الناخبين في سباق شارك فيه بن فليس وحنون وجاب الله وسعدي ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. الحركة التصحيحية تم اقتراح إسم لها وهي الحركة الوطنية لتعديل حزب عهد 54 ورئيسها هو السيد طارق سبتيوي من مدينة عنابة الذي قدم نيابة عن بعض أعضاء الحزب منتصف الأسبوع ملفا كاملا لرئيس الغرفة الإدارية بمحكمة عنابة يطالب فيها بعرض السيد علي فوزي رباعين على مصحة الأمراض العقلية، حيث شككوا في تصرفاته الأخيرة، وعند اتصال الشروق اليومي بالسيد سبتيوي للإستفسار عن الأسباب التي جعلتهم يتهمون السيد رباعين بالخبل، قال أن مجرد تحدثه مع الناس على أساس أنه مترشح لرئاسيات 2009 وبأنه أقوى زعيم معارض سياسي في البلاد لا يمكن أن يصدر من رجل في كامل قواه العقلية، خاصة أن الرجل تطرق للرئاسيات قبل فتح باب الترشحات بعدة أشهر وقبل أن يشاور حزبه، وهي أول تصحيحة تتهم رئيس حزب بالمرض العقلي. وكان السيد علي فوزي رباعين إبن الجزائر العاصمة (53 سنة) قد أحدث مفاجأة كبرى في رئاسيات أفريل 2004 عندما تواجد في السباق الأخير عندما وافق عليه المجلس الدستوري الذي أقصى أسماء من العيار الثقيل مثل أحمد طالب الإبراهيمي وسيد أحمد غزالي، ورباعين الذي تم اتهام قواه العقلية من بعض مناضلي حزبه، هو إبن شهيد وإبن مجاهدة مشهورة (فاطمة أوزغان)، ونشط سياسيا في بداية الثمانينات حيث دخل السجن في عهد الشاذلي بن جديد في 23 سبتمبر 1983 ومكث أكثر من سنة أي إلى غاية 4 نوفمبر 1984 بتهمة المساس بأمن الدولة ثم أعيد اعتقاله في 5 جوان 1985 بتهمة تأسيس تنظيمات غير معترف بها فصدر في حقه حكم قاسي (13 سنة) رغم أنه نال براءته في أفريل 1987 بعفو من الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد وعاد للسياسة عام 1991 فأسس في 27 مارس 1991 حزبا أسماه عهد 54 الذي مكنه بعد 13 سنة من تحقيق حلمه في التواجد في آخر سباق للرئاسيات فاز فيها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة وبدأ في تسخين عضلاته لدخول سباق 2009 قبل اجتماع أعضاء المجلس الوطني والمكاتب الولائية في الفاتح من سبتمبر من العام الماضي. ثم اتهام السيد رباعين بافتقاد الكفاءة في التسيير السياسي لينتقل الأمر إلى ما هو أخطر، حيث ذكرت الحركة الوطنية لتعديل مسار الحزب أن رباعين أصبحت تنتابه هستيرية من الضحك ولم يعد ينام بسبب ملاحقة الكوابيس له، كما أنه يقول بأنه يخشى طرده من منزله العائلي، لأنه لا يقوى على دفع الإيجار، واتهموه بمرض الزعامة وعدم اتزان قدراته العقلية. ناصر