تطالب عائلة قشطولي بلال بفتح تحقيق عاجل في قضية ابنهم الذي توفي اثر خروجه من المستشفى وهو في حالة غيبوبة، إثر تهديدات الإدارة برمي ابنهم في الرواق وإحضار الشرطة وتأكيد الأطباء أن حالة المريض جيدة ولا تستدعي مكوثه في مصلحة الإنعاش، وهذا ما نفاه الموت الذي خطف بلال بعد ساعات قليلة من مفارقته المستشفى، فهل ما حدث له قدر أم إهمال طبي ذريع؟ تعود أطوار القضية إلى ما قبل 25 يوما، حين تعرض بلال، ذو 23 ربيعا، إلى حادث مرور نقل إثره إلى مصلحة الإنعاش الطبي بمستشفى زميرلي بالعاصمة وهو في حالة غيبوبة تامة فقد فيها القدرة على الكلام والحركة. وبعد متابعة علاجية متدهورة، تفاجأت عائلته بقرار الطبيبة المشرفة عليه التي قررت إخراج "بلال "من مصلحة الإنعاش الطبي وإرغام أهله على نقله للبيت بحجة أنه تحسن والخطر زال عنه، وهو لا يحتاج سوى لمتابعة رياضية يستعيد من خلالها حركته المعهودة، وهذا ما رفضته عائلته جملة وتفصيلا لأن ابنهم لا زال في حالة غيبوبة ويستحيل نقله إلى البيت مما يعرض حياته للخطر في أي وقت، حيث أكد لنا أخوه أن "بلال" كان فاقدا لوعيه والأطباء أرادوا إدخال أحد معارفهم لمصلحة الإنعاش بدلا منه، في حين كانت حالته تتطلب مكوثه في المستشفى. وهو الأمر الذي أكده كل من شهد حالته، لكن إصرار الأطباء على إخراج "بلال" من مصلحة الإنعاش مهددين برميه في أروقة المستشفى وإحضار الشرطة وسط عبارات لا أخلاقية -حسب الشهود-، مما جعل عائلة بلال التي لا حول لها ولا قوة تقْدم على حمل ابنها الذي كان فاقدا للوعي لا يستطيع لا الحركة ولا الكلام إلى البيت على أمل إعادته إلى المستشفى بعد ثلاثة أيام لإجراء فحوصات طبية للتأكد من حالته الصحية، وهذا ما حدث، حيث أكدت الطبيبة المشرفة عليه أن حالته جيدة وطلبت من عائلته نقله بعد 24 ساعة إلى مستشفى تقصراين بالعاصمة لمتابعة تمارين رياضية ترجع لجسمه الحركة تدريجيا. لكن بلال الذي أكدت الفحوص الطبية أنه في حالة صحية جيدة رغم بقائه في حالة غيبوبة متقطعة، توفي بعد ساعات قليلة من مغادرته المستشفى، مما أثار ذعرا كبيرا وسط عائلته التي استغربت موت ابنهم المفاجئ والذي كذّب جميع التصريحات الطبية، حيث أكدت لنا أمه أن الطبيبة المشرفة صرحت لها "أن ابنها قد يتعرض لحمى شديدة إذا صادفته أعيديه للمستشفى" وهذا ما يتنافى مع القواعد الصحية. ما كشف لنا أخوه الكبير أن "بلال كان يشير إليّ أن أضع أذني على صدره ليخبرني بعينيه أنه يعاني من ضيق شديد في التنفس". أما خاله الذي فقد ابنه وابنته قبل عشر سنوات إثر إهمال طبي بنفس المستشفى قال إن الطبيبة أخبرته أن "بلال" بحاجة إلى أشعة خاصة لن تخبره عن مصدرها إلا بعد عشرة أيام، وهذا ما جعل الغموض يخيّم على حالة بلال الذي توفي لأسباب طبية غامضة يجهلها أهله لحد الساعة. مدير مستشفى زميرلي يرفض استقبالنا وأثناء تنقلنا لمستشفى زميرلي للتحقق من القضية والاستفسار حول الغموض الذي خيّم على حالة بلال، رفض مدير المستشفى استقبالنا بحجة عدم تحصلنا على رخصة من وزارة الصحة، أما مسؤول العلاقات العامة بالمستشفى فأكد أن الطبيبة لن تدلي بأي تصريحات إعلامية وأن موت "بلال" جاء إثر أمور طبية وبإمكان عائلته اللجوء إلى القضاء للتحقق من ذلك. بلقاسم حوام