أكد الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش الأربعاء أثناء محاكمته بتهمة الإبادة الجماعية أنه "كان صديقا حقيقيا" للمسلمين في بلاده رغم كونه متهما بأنه دبر ضدهم بعض أسوأ الفظائع التي ارتكبت في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. قال زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرادجيتش اليوم الأبعاء خلال مرافعته أمام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي "كنت بالفعل صديقا حقيقيا للمسلمين". "لكن كل ذلك أهمله (الاتهام)". وأكد الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش اليوم الأربعاء في ختام محاكمته بتهمة الإبادة وارتكاب بعض أسوأ الفظائع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية إبان حرب البوسنة، أن الشعب الصربي "في مجمله" هو الذي يحاكم أمام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة. وقال كرادجيتش في مرافعته "الشعب الصربي هو المتهم، كل الشعب الصربي"، متهما مكتب المدعي بأنه لا يستهدف سوى الصرب في الجرائم التي ارتكبت خلال حرب البوسنة (1992-1995) وقال "الاتهام يسيء بعمق إلى هؤلاء الناس". وكرادجيتش متهم بأنه نظم مع الجنرال "راتكو ملاديتش" والرئيس اليوغوسلافي السابق "سلوبودان ميلوشيفيتش" عملية التطهير العرقي في مناطق واسعة من البوسنة في ختام تفكك يوغوسلافيا في 1991. وكان هدفهم طرد المسلمين والكروات وآخرين من غير الصرب من هذه الأراضي، بحسب قرار الاتهام. ويحقق مع كرادجيتش حول مجزرة راح ضحيتها قرابة ثمانية آلاف رجل وطفل مسلم بيد قوات صرب البوسنة في "سريبرينيتسا" في تموز/يوليو 1995، في أسوأ مجزرة ترتكب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. واتهم الطبيب النفساني مكتب المدعي بالتلاعب بالحقيقة. وأكد قائلا "أعرف الحقيقة، مكتب المدعي يعرف الحقيقة ويحاول أن يخدع المحكمة". وأضاف "لو كنت قاضيا لشعرت بإساءة عميقة". وسيرد كرادجيتش (69 عاما) على أحد عشر اتهاما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة ارتكبت أثناء حرب البوسنة التي أوقعت نحو 100 ألف قتيل وسببت نزوح حوالي 2,2 مليون شخص بين 1992 و1995.