أكّد أول أمس، أحد المتدخلين في الندوة التي نظمها المركز الثقافي الفرنسي بوهران، بخصوص "ظاهرة الهجرة والإقامة غير الشرعية فوق التراب الوطني"، أنها عرفت تزايدا في الآونة الأخيرة، بسبب تدفق المئات من الأفارقة عبر الحدود الغربية وكذا الجنوبية للبلاد. وكشف ذات المصدر، أن حوالي 5 آلاف إفريقي "حراق"، متواجد عبر التراب الوطني، وتتصدر القائمة ولايات الساحل الشمالية، في وقت بدأت المدن الصحراوية وفي مقدمتها تمنراست، تواجه نفس المشكل، حيث بات الحراقة الأفارقة يزاحمون سكانها في بعض الحرف التي تعد مصدر رزقهم الوحيد، بدليل أن 60 ورشة لخياطة الألبسة التقليدية هي ملك للأفارقة الحراقة وحدهم. وعن تزايد ظاهرة الأفارقة المقيمين بطريقة غير شرعية بعاصمة غرب البلاد، دق المشرف على ندوة الحراقة، ناقوس الخطر، كون أن هؤلاء الأفارقة تغلغلوا في الأحياء الشعبية وتورطوا في قضايا أخلاقية كممارسة الدعارة، وجرائم اقتصادية كتزوير العملة الوطنية، لكن الملفت في القضية هي الوضعية المأساوية التي يكابدها هؤلاء الذين أصبحوا محل استغلال من طرف أرباب العمل، الذين يشغلونهم بأبخس الأثمان، خاصة في ورشات البناء، علما أن التخوف يبقى قائما بشأن الوضعية الصحية للأفارقة الذين اكتشف بين أوساطهم من يحمل أمراضا فتاكة ومعدية، كالملاريا، إذ استقبلت مؤخرا مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بوهران، إفريقي مصاب بداء "البالوديزم" القاتل والمعدي والذي تسببه باعوضة "التسيتسي". محمد حمادي