افتتح الاتحاد الأفريقي، يوم الثلاثاء، في مدينة أروشا التنزانية (شمال)، الاجتماع الأفريقي مستوى المبعوثين والسفراء والخبراء، لمناقشة مجموعة من القضايا الإقليمية المهمة وعلى رأسها وقف الاقتتال في القارة والإرهاب وتفشي وباء إيبولا. وقال نائب الرئيس التنزاني محمد غريب، في كلمته خلال افتتاح الاجتماع الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام، حتى الخميس القادم، "نحن الأفارقة ينبغي أن نبذل جهودا ملموسة لمكافحة تهديدات السلام والأمن في القارة". وحث غريب المشاركين على طرح الأفكار حلول للتهديدات الناشئة التي تواجه أفريقيا، بما في ذلك الإرهاب الدولي والقرصنة وتهريب الأسلحة. ويأتي ها الاجتماع القاري استجابة للدعوات القوية إلى وضع حد ونهاية للاقتتال في أفريقيا بحلول عام 2020، بالإضافة إلى وضع استراتيجية مفصلة لتحقيق هذا الهدف. من جانبه قال وزير الخارجية التنزاني، برنار ميمبي، إن هذا المحادثات التي يحضرها رؤساء سابقين، تهدف إلى معالجة التهديدات والتحديات الناشئة في القارة، ووضع استراتيجية متماسكة لوقف الاقتتال وتعزيز النمو الاقتصادي، والعدالة والسلام والاستقرار. وأضاف ميمبي، في تصريحات لوكالة الأناضول، أنه سيتم خلال الاجتماع أيضا "مناقشة العراقيل التي تعترض الديمقراطية في القارة، بما في ذلك تزوير الانتخابات ومحاولات من قبل بعض القادة للتشبث بالسلطة." وأردف الوزير التنزاني أن " التحديات زادت هذا العام"، موضحا أن الاجتماع "سيناقش الجرائم العابرة للحدود، مثل المخدرات والاتجار بالبشر، والتي تنتشر في تنزانيا وموزمبيق وجنوب أفريقيا." ومن المتوقع أن يناقش الاجتماع القاري حركات التمرد الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى التهديد الناشئ من تغير المناخ. وسيتم تضمين نتائج الاجتماع في جدول أعمال الاتحاد الافريقي بشأن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمدة 50 عاما حتى عام 2063. اجتماع أروشا، هو الثاني خلال العام الحالي الذي انتظم استجابة لدعوات إلى "إسكات البنادق"، عقب محادثات مماثلة في أبريل/نيسان في مدينة ديربان، جنوب أفريقيا. وفي موضوع إيبولا، قال الوزير ميمبي، إن "التهديد العالمي لإيبولا يجعلها على رأس جدول أعمال الاجتماع." وأضاف ل"الأناضول" أن "الاقتتال، وتفشي فيروس إيبولا، يقفان على قدم المساواة كسبب للمتاعب في القارة، بالإضافة إلى تهجير الناس." وأشار إلى أن "إيبولا هو تحدي انعدام الأمن للأفارقة الذين اعتادوا تحية بعضهم البعض عن طريق المصافحة"، في إشارة إلى كون المصافحة غحدى طرق انتقال العدوى بالفيروس، مؤكدا في الوقت نفسه "سنعمل على مناقشة طرق الحد من انتشار الوباء". و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة، والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى (90%)، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. وهو وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى. وبدأت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس في غينيا في ديسمبر/ كانون أول العام الماضي، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، ومؤخراً إلى السنغال، والكونغو الديمقراطية، والغالبية العظمى من ضحاياه حتى الآن من دول منطقة غرب أفريقيا. وأودى إيبولا حتى اليوم بحياة 4555 شخصا من بين 9216 شخصا في كل من غينياوليبيريا وسيراليون بشكل رئيسي، بحسب أحدث إحصاء لمنظمة الصحة العالمية.