تستحضر مسرحية "ثورة البراءة"، مساء هذا الجمعة (18.00 سا)، ذكرى ومسار الطفل البطل "عمر ياسف" الشهير ب(بوتي عمر)، أحد صنّاع معركة الجزائر، وارتبط "عمر" (1944 – 1957) بأبطال كبار على منوال علي عمار (لابوانت)، حسيبة بن بوعلي، ياسف سعدي وغيرهم. بالتزامن مع إحياء ستينية ثورة التحرير، تحتضن القاعة الكبرى للمسرح الوطني "محي الدين بشطارزي"، عرضا مسرحيا تاريخيا من إنتاج جمعية أشبال عين البنيان، ويستقرئ المخرج البارز "محمد إسلام عباس" السيرة الذاتية ل"عمر الصغير" ذاك الصبي الذهبي "الكبير" الذي انخرط في مسالك الكبار، واستشهد خالدا ليظل حيا بيننا، بعدما انخرط في عمليات كبرى مع الفدائيين رغم حداثة سنه. ويعدّ "عمر الصغير"، مثالا لتضحيات ناشئة الجزائر أثناء الثورة، فقد انضم هذا الرجل الصغير بسنه، الكبير بعزيمته، إلى الثورة وهو ما دون الثالث عشرة عاما، وكان من مجاهدي حي القصبة العتيق، شارك في الكفاح مع رجال من سن والده، ونهض بمهمة إيصال وتبادل الرسائل بين مسؤولي ونشطاء الثورة. وتموقع "عمر ياسف" كحلقة وصل بين الشهيد القائد "العربي بن مهيدي"، و"ياسف سعدي" وباقي الفدائيين، وشهد له الرمز "بن مهيدي" بحماسه الفياض وبإرادته الفولاذية، إلى غاية استشهاده رفقة "حسيبة بن بوعلي"، "علي عمار" (لابوانت)، و"حميد بوحميدي" فجر الثامن أكتوبر 1957. وفي تصريحات خاصة ب"الشروق أون لاين"، ركّز "إسلام عباس" على أنّ الثورة شهدت على مدار السبع سنوات ونصف بطولات أفذاذ صنعوا الحضور الجزائري الأصيل ضدّ احتلال غاشم سعى لوأد الآخر وتغييبه، وبين هؤلاء، يبرز "بوتي عمر" الذي فجّر ثورة البراءة ضدّ المسخ، ولا يزال نابضا في قلوبنا. من جانبه، ذهب الكاتب "حسين طايلب"، إلى أنّه جرت العادة، أن نبحث في تاريخنا عن أمجاد رجال صنعوا التاريخ ، و كم من مرة استدرجنا إلى رقعة الركح، سيرهم و ملاحمهم ، لكن لم يخطر ببالنا و لو مرة أن نميط اللثام عن سير أبطال صنعوا نفس الملاحم رغم أنهم '' أطفال''، وكأنّ الأطفال ودون وعي منا ''خارجون عن التاريخ''، لذا جرى تسليط الضوء على "عمر ياسف" بسيرته الاستثنائية، فهو ''طفل'' رمى المحفظة، ورفض أن تكون الشهادة و البطولة ملكية للكبار دون غيرهم، وتبنى عن وعي الثورة، ودخل التاريخ مع من صنعوها، وأضحى ''بوتي عمر'' كبيرا بالمعنى التاريخي للكلمة. بدوره، أبرز "مصطفى علوان" رئيس جمعية أشبال عين البنيان، أهمية الاشتغال على "المسرح الثوري" المتألق دائما بملاحم صانعيه، وعليه، كانت هذه الرحلة في دروب الماضي، لتلمّس أحد رموز المقاومة في مسار التحرر الجزائري الخالد، إنّه "بوتي عمر" الذي يعد نموذجا لأطفال من ذهب تحدوا العدم رغم الويلا، واعتبر "علوان" العمل محض "احتفاء بالهوية واعتزاز بالجذور الأصيلة للأمة الجزائرية العظيمة". ويضمّ طاقم ثورة البراءة، كل من الكاتب "حسين طايلب، المخرج "محمد إسلام عباس" بمساعدة "أحمد مدّاح"، سينوغرافيا "مبروك بدري"، موسيقى "عبد الرحمان إكروان"، ديكور "رابح راربو"، إضاءة "شاكر يحياوي". ويشارك في التمثيل كوكبة من المؤدّين، وهم على التوالي: عبد الحكيم حراث، مصطفى علوان، هشام منّادي، أحمد مدّاح، سمير سايح تواتي، جعفر بن حليلو، عبد الغني علوان، ماريا عمارة، سارة براهيمي، أمين حراث، علاء صايفي، رشيد بلمختار، طارق طايبي، عادل معروف، وسارة بطوش. يُشار إلى أنّ جمعية أشبال عين البنيان، تخطو بثبات عمرها ال23، حيث تأسست في أوت 1991، وأنجزت الجمعية عدة عروض، أشهرها: محفظة نجيب - روضة النور – صبيان ... لكن – هاملت – أطفال وألوان الطبيعة - الفصول الأربعة – البسمة المحرومة – أولاد الحومة – أبواب المحروسة – هو وهي، وأحرزت هذه الأعمال جوائز عديدة في مختلف المهرجانات.