حصدت حوادث المرور بولايات الجنوب، خلال الشهرين الماضيين أكثر من 63 قتيلا و457 جريح، وهي إحصائيات وأرقام مخيفة باتت تستدعي تدخل المصالح الأمنية والجمعيات الفاعلة في نشر الثقافة المرورية، لوضع استراتيجية محكمة وفعالة، من شأنها التقليل من إرهاب الطرقات وتنظيم حركة المرور لتجنب وقوع حوادث مرور مماثلة. حسب ما تشير إليه حصيلة مصالح الدرك الوطني بإقليم ولاية ورڤلة، فإنه تم تسجيل أزيد من 63 قتيلا و457 جريح خلال الشهرين الماضيين، هي أرقام تستدعي على جميع الهيئات والجهات المعنية الوقوف عندها، والبحث عن أسباب ارتفاعها، كما بات من الضروري على مصالح الأمن، إيجاد آليات جديدة وأخرى ردعية لتنظيم حركة سير المركبات، والعمل على برمجة حلول استعجالية للتقليل من إرهاب الطرقات، من خلال زيادة عدد الحملات التحسيسية بالتعاون مع الجمعيات الفعالة في ذات المجال، بهدف غرس ثقافة السياقة السليمة، للحفاظ على الأرواح وممتلكات المواطنين، وتجنبا للخسائر المادية والبشرية التي تخلفها الحوادث الأليمة. هذا وأرجع عدد من المختصين في المجال أسباب ارتفاع معدلات حوادث السير بولايات الجنوب، إلى إقدام بعض المراهقين على قيادة مركبتهم بسرعة جنونية، فضلا عن التجاوزات الخطيرة بالطرق السريعة، بالإضافة إلى إقدام مجموعة من الشباب على القيادة في حالة سكر، وما زاد من حدة المشكلة القائمة حسب ذات المختصين هو قيام بعض المنحرفين من الشباب على تعاطي المخدرات والمهلوسات أثناء السياقة، ما جعل هذه الأسباب تتصدر القضايا التي تعالجها محاكم الجنوب، بحيث تتراوح عقوبة السياقة في حالة سكر أو تحت تأثير المهلوسات من 06 أشهر إلى سنة، مع غرامات مالية وسحب لرخص السياقة، باعتبارها المتسبب الرئيسي الذي أدى إلى زيادة حوادث السير التي زهقت أرواح عديد المواطنين خاصة من فئتي الأطفال والشيوخ، ناهيك عن تعريض البعض الآخر إلى إعاقة مستديمة، ما دفع بالمشرع الجزائري إلى تشديد العقوبة على المتسببين في حوادث المرور، قصد التقليل من حصيلة إرهاب الطرقات.
هذا ودعت الجمعيات المحافظة على الحركة المرورية، وأطياف المجتمع المدني إلى تنظيم حركة السير، وذلك بالتنسيق مع المصالح الأمية والأفواج الكشافة الإسلامية، من خلال العمل على وضع حلول من شأنها أن تساهم في الحد من حوادث المرور المروعة، والتكثيف من الحملات التحسيسية لدى السائقين، وإبراز دورهم في الحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين، والمطالبة بتوفير الأمن بالمناطق النائية والأحياء الشعبية التي تكثر فيها الحوادث، وفرض الرقابة المروية سيما على المراهقين الذين يعشقون المغامرة في السياقة دون شعورهم بالمسؤولية تجاه ما قد تخلف الحوادث السير المميتة.