حملت برقية التهنئة التي بعث بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للعاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة احتفال المملكة بالذكرى ال59 لعيد الاستقلال، أكثر من دلالة سياسية، لما تحلت به من موضوعية، وتجنبت الإطناب في المتناقضات التي ألف ملك المغرب يتغنى بها. فقد تحلى الرئيس بوتفليقة وهو يهنئ الملك محمد السادس في البرقية التي وجهها له الثلاثاء، بكثير من الموضوعية، متجنبا الوقوع في مختلف أشكال التحامل التي تصدر من حين لآخر من جانب المسؤولين المغاربة، الذين لا يتورعون عن اتهام الجزائر بعرقلة أي تسوية للقضية الصحراوية، من جهة ومن جهة أخرى تجنب الرئيس بوتفليقة الحديث إلى نظيره المغربي عن أحلام وطموحات يتجاوز سقفها الأزمات المعقدة الموجودة على أرض الواقع. وعكس ما تضمنته التهنئة التي بعث بها ملك المغرب للرئيس بوتفليقة بمناسبة الذكر الستين لعيد الثورة، من حديث عن "بناء صرح مغاربي قوي قادر على توفير شروط التكامل والاندماج، وتحقيق التنمية المستدامة"، وغير ذلك من التطلعات المعبر عنها، والتي اعتبرها محللون للخطاب الملكي المغربي، مجرد فقاعات إعلامية ودغدغة مشاعر، يظل تجسيدها مستحيلا أمام الممارسات المغربية على أرض الواقع"، اكتفى الرئيس الجزائري بالقول لنظيره المغربي "وإذ أشاطركم والشعب المغربي الأفراح، فإنه لا يفوتني أن أجدد حرصي على توثيق علاقات الأخوة التي تربط بلدينا والارتقاء بها بحيث تشمل كافة المجالات بما يعود بالخير العميم وبالفائدة على كلا شعبينا الشقيقين". وحديث الرئيس بوتفليقة عن أهمية ترقية العلاقة الثنائية بين الجزائر والمغرب، يحمل أيضا دعوة صريحة للحكومة المغربية والعائلة الملكية، من أجل وقف تحاملها وتجاوزها الصارخ لعلاقات الجوار، بالخطابات والتصريحات التهكمية، كالتي تضمنها خطاب المسيرة الخضراء الذي ألقاه الملك محمد السادس شهر جوان الماضي، وأطلق فيه اتهامات خطيرة، أعادت العلاقة بين البلدين إلى نقطة الصفر، كاتهامه الجزائر بالمزايدة باسم حقوق الإنسان، وتدخلها في سيادة المغرب، في إشارة لمواقفها الصريحة والعادلة تجاه القضية الصحراوية.