قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، إن الذين يتهمون الأئمة بسرقة الزكاة وارتكاب الفواحش يريدون الإساءة مباشرة للمسجد، وهذا الهجوم حسبه، هو استئناف لهجوم الثمانينيات، حيث أن الأذى الكبير الذي لحق الجزائر منذ منتصف الثمانينيات إنما كان من المسجد. تحدث وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، أمس، بدار الإمام لدى افتتاح الدورة الثانية للمجالس العلمية، بلهجة حادة، باتجاه الذين يحركون الحملة التشويهية ضد قطاع الشؤون الدينية، حيث اتضح من خلال مداخلة الوزير أنه كان يقصد بالحديث من قذفوا الأئمة وشككوا في تسيير أموال الزكاة خاصة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى. وفي رده المتأخر على تلك الاتهامات، أكد الوزير أن "الأذى الكبير الذي لحق الجزائر منذ منتصف الثمانينيات إنما كان من المسجد عندما أريح الإمام بالقوة واتخذت المنابر لتحطيم الجزائر وإشاعة الفوضى"، مؤكدا أن نفس الاتجاه سائد الآن من خلال التهجم على الإمام كرمز للاستقامة والأخلاق، لكن ذلك لن يكون حسب غلام الله من حيث "استطعنا أن نحرر المسجد ونعيده لبناء المجتمع وأصبح الخطاب المسجدي متناغما مع الخطاب الوطني"، وهي عملية لم تكن سهلة "تطلبت كثيرا من الصبر والعناء"، وعليه فإن "الدولة لن تترك المسجد عرضة للعدوان من جديد". وأراد غلام الله، من خلال مداخلته أمس، أمام رؤساء المجالس العلمية، أن يزيح الغبار المتراكم على قطاعه من خلال توجيه نقد لاذع لأداء البعثة الجزائرية للحج ثم أداء صندوق الزكاة، حيث ركز على تبرئة الأئمة من جمع أموال الزكاة وصرفها "منذ البداية توقعنا الهجوم على الإمام وأبعدناه عن الزكاة"، ولم يبق من دور للإمام في صندوق الزكاة إلا دعوة المسلمين إلى أداء زكاتهم. واتهم وزير الشؤون الدينية، تيارا مناهضا لسياسة الوزارة في تسيير شؤون المساجد بضرب ما أنجز خلال 10 سنوات كاملة اعتبرها "تحريرا للمساجد"، مؤكدا أن المسجد لم يصد أبوابه في وجه من أراد أن يلقي دروسا في الناس من العلماء "لكن ليس لمن يريد التفريق بين المرء وزوجه ولا بين المرء ووطنه". ودافع بشدة عن أداء البعثة الجزائرية للحج خلال موسم 2007 واصفا إياه بالنجاح الذي لم يتحقق منذ سنوات طوال، حيث لم تسجل احتجاجات من الحجاج ولا تدخل السلطات السعودية، بل إن مؤسسة الطوافين طلبت من البعثات الأخرى الاتصال بالبعثة الجزائرية للاطلاع على عملها، زيادة على تسجيل أقل عدد من الوفيات ما اعتبره غلام الله نجاحا كبيرا. وفي إعلان متناقض مع تصريح سابق له قال الوزير إن البعثة حققت فائضا في موسم الحج 2007 قدر ب5 ملايير، بينما أكد في موعد سابق، أن الحج هذه السنة كان فيه عجز قدر ب5 آلاف دينار عن الحاج الواحد دفعتها البعثة عن الحجيج. غنية قمراوي