لليوم الثاني على التوالي تواصل إضراب نقابات التربية والصحة وسط تضارب للأرقام بينها وبين الجهات الوصية، ففيما أكدت نقابات التربية عن تسجيل نسب فاقت 70 بالمائة في قطاع التربية و90 بالمائة في قطاع الصحة، كذبت كل من الوزارتين المعنيتين شلل هيآتها وقدمت أرقاما لم تتجاوز في مجملها نسبة 5 بالمائة. * *تجمع وطني لمضربي الصحة بمستشفى مصطفى باشا اليوم وتهديد بشل أقسام الإستعجالات * * نقابات الصحة: نسبة اليوم الثاني من الإضراب فاقت 90 بالمائة * * نقابات التربية تتحدث عن نسبة إضراب تفوق 70 بالمائة وأرقام الوزارة 5 بالمائة * * تمكنت نقابة الصحة من شل الحياة داخل أغلب وجل المستشفيات، حيث تم لليوم الثاني على التوالي إلغاء مختلف العمليات الجراحية التي كانت مبرمجة خلال هذه الفترة، كما تم تأجيل أغلب المواعيد وهو ما أدى إلى حالة احتقان عرفتها لليوم الثاني مستشفيات الجزائر العاصمة، وهو ما لم يرق للكثير من المرضى ممن عادوا أدراجهم إلى البيت في انتظار مواعيد أخرى قالوا عنها أنها قد تستغرق شهورا أخرى، وشهدت أغلب المصالح شللا تاما بما فيها مصالح حفظ وتشريح الجثث، وبقي فقط تقديم الحد الأدنى من الخدمة داخل أقسام الإستعجالات، كما استمر أمس تجمع مختلف الأطباء من مختلف الأقسام وكذا الممرضين ومختلف عمال قطاع الصحة، في ساحة مصطفى باشا على أن ينتهي تجمعهم اليوم بالتحاق مختلف الأطباء من جميع مستشفيات الوطن، وهدد هؤلاء بشن إضراب وطني مفتوح إذا لم تستجب السلطات المعنية لمطالبهم وعلى رأسها الإسراع في إصدار القوانين الخاصة، والإفراج عن نظام التعويضات. * وشهدت مختلف أقسام الإستعجالات بمستشفيات العاصمة غليانا وسط المرضى في ظل تقديم الحد الأدنى من الخدمات، فيما شلت الأقسام الأخرى التي رفض فيها الأطباء حتى معاينة المرضى وهو ما أدى إلى استيائهم، فيما عبر بعض المرضى ممن قطعوا مسافات بعيدة من المناطق الداخلية لإجراء عمليات جراحية أو للفحص تذمرا من قرار تعجيل المواعيد وما سيترتب عنه من تجديدها. * هذا وأكدت نقابة الصحة العمومية أن نسبة الإضراب لليوم الثاني ارتفعت إلى أكثر من 90 بالمائة فيما عرفت في بعض المستشفيات من الوطن تسجيل نسب وصلت حتى إلى 99 بالمائة بالنظر إلى احتساب عمل الأطباء والممرضين في أقسام الإستعجالات. * * نقابات التربية تعترف بفشل الإضراب في اليوم الأول * من جهته عرف إضراب اليوم الثاني من نقابات التربية عبر المدارس، تسجيل نسب مرتفعة على غرار اليوم الأول الذي أكد عنه عمراوي المكلف بالإعلام لدى الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أن سبب فشل الإضراب في بدايته يعود إلى إرسال وزارة التربية الوطنية لإعلان النقابات المنسحبة، حيث تشابه على الأساتذة والمعلمون أسامي النقابات الداعية للإضراب، وهو ما كان وراء النسب الضئيلة، ومع ذلك أكد عمراوي أنها جاءت فوق المتوقع. حيث كانوا ينتظرون نسبا أقل، مكذبا ما ذهبت إليه أرقام وزارة التربية الوطنية التي اكدت ان نسبة الإضراب لم تتجاوز 4 بالمائة، وقال أنه في ولاية تيزي وزو والجزائر العاصمة وبجاية تكون النسبة لوحدها قد تجاوزت 30 بالمائة، متسائلا: "متى قالت وزارة التربية بأن أي إضراب تشنه النقابات قد سجل نسبا معتبرة". * وقال عمراوي أن إضرابنا وإن سينتهي اليوم، فإن مسيرة الاحتجاج لن تتوقف إلى غاية تلبية جميع المطالب الأساسية والمتمثلة في فتح أبواب التفاوض حول ملف النظام التعويضي، مراجعة قيمة النقطة الاستدلالية، إلغاء القرار 94/158 المتعلق بتسيير أموال الخدمات الإجتماعية لعمال التربية، وإبعادها عن الهيمنة النقابية بالإضافة إلى إعادة النظر في التوزيع الزمني لمعلمي المدارس الإبتدائية، هذا وكشفت أرقام الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن نسب الإستجابة في اليوم الثاني بعد التحاق عدد كبير من المضربين سواء كانوا أساتذة أو معلمين قد تجاوزت 70 بالمائة. * هذا وقال الناطق الرسمي باسم "السناباب" مزيان مريان في اتصال مع "الشروق" أن أرقام اليوم الثاني من الإضراب على مستوى الثانويات فاق 70 بالمائة، كما ارتفعت النسبة في كل من ولايات الجلفة، البويرة، أما فيما يخص رده عن أرقام وزارة التربية الوطنية، أكد بأنها أرقام لا أساس لها من الصحة، مؤكدا انه في ولاية وهران فقط دخل في الإضراب أكثر من 1200 أستاذ مضرب وهو ما يمثل أكثر من نسبة 02 بالمائة في ولاية واحدة. * أما في الإتجاه الموازي فقد وعدت وزارة التربية الوطنية بخصم أجور المضربين لثلاثة أيام، أما عن الولايات التي شلت فيها الدراسة بالمدارس والثانويات فقد تقرر تعويضها خلال عطلة الشتاء القادمة.