12 ألف فتاة دخيلة على الإقامة الجامعية و33 شبكة تصنع الانحلال * أضحت الجامعات الجزائرية أكثر المناطق جدلا حول مظاهر التفسخ الأخلاقي والانحلال، التي باتت قاعات الدراسة والمدرجات والمساحات الخضراء مسرحا لها، ناهيك عن بوابات الإقامات الجامعية التي تحولت إلى مناطق مشبوهة.. هذه المظاهر روّجت لها واستغلتها عصابات أجنبية تعمل على استدراج الجامعيات بإغراءات كبيرة، تنتهي بالإيقاع بهن وتهديدهن بنشر صورهن، مما يجعل الطالبة المغلوبة على أمرها تختار بين أمرين أحلاهما مر.. إما المُضي قدما في عالم الرذيلة أو الفضيحة.. * * عالج مجلس قضاء الجزائر مطلع السنة الجارية قضية تورط فيها شابان سوريان وسعودي، أوقعوا بطالبتين من كلية العلوم السياسية والإعلام بالعاصمة في قضية متعلقة بممارسة الفعل المخل بالحياء على إحداهن وتصويرها عارية بجهاز الهاتف النقال، واستعمال الشريط في تهديدها بالتشهير بها وحملها على الانصياع لأوامر العصابة بالقوة، وهذا ما دفع بالطالبة إلى رفع شكوى لدى العدالة ضد السوريين، حيث توصلت تحقيقات الشرطة إلى أن المتهمين يشكّلون شبكة إجرامية مختصة في تزوير الوثائق الإدارية وأختام الهيئات العمومية، وممارسة الفسق باستغلالهن لطالبات جزائريات، في ممارسة الرذيلة وتصويرهن في أشرطة الهاتف النقال، ثم نقلها إلى جهاز الإعلام الآلي وتهديدهن بالتشهير لصورهن على شبكة الأنترنيت وموقع "اليوتوب" وإرسالهن إلى الأهل والزملاء. * وقد تم توقيف أحد السوريين المتورطين في القضية على مستوى مطار هواري بومدين، وعند تفتيشه عثر بحوزته على جهاز هاتف نقال يحتوي على أشرطة فيديو لصور خليعة لفتيات جزائريات، تبيّن فيما بعد أنهن جامعيات كن يترددن على الشقق المفروشة التي استأجرها السوريان لجلب الضحايا وإرغامهن على تناول الخمور لتصويرهن وهن فاقدات للإدراك، وهذا ما حصل للطالبة (ف. ب) التي صرحت أنها تعرضت إلى اغتصاب من طرف السوريين الذين أخذوها إلى شقتهم المستأجرة بالبليدة وصوروها وهي ترقص عارية بعدما ناولوها الكحول من نوع "ويسكي" ثم أعطوها مبلغ 5000 دج، وأمروها أن تقتسم المبلغ مع صديقتها التي اصطحبتها معها والتي صرحت بأن دورها اقتصر على موافقة صديقتها على اصطحابها إلى تناول العشاء والإقامة في أحد الفنادق، والشقة الكائنة بالبليدة وأنها رفضت الانصياع لطلباتهم الحيوانية، وقد استفادت من مبلغ 1000 دج من صديقتها، وأكدت أنها زارت شقة السوريين لعدة مرات لطهي وجبة العشاء. * ولجأ السوريون إلى أسلوب التهديد بنشر صورة (ف. ب) وهي ترقص عارية على شبكة الأنترنيت وعن طريق "البلوتوت" وإيصالها إلى الأهل مما دفع الطالبة إلى رفع دعوى قضائية لدى المحكمة التي حكمت بالسجن 20 سنة سجنا نافذا للسوريين والسعودي المتواطئ معهم، بالإضافة إلى التماس خمس سنوات سجنا للطالبتين اللتين استفادتا من تسريح مؤقت لمدة سنة. * هذه القضية ليست الوحيدة المتعلقة بإقدام عصابات أجنبية على توريط جامعيات جزائريات في الفسق وتهديدهن بالصور، فقد كشفت المحامية بن براهم عن قضية عولجت منذ شهرين تورطت فيها شبكة عربية- أجنبية، تضم سوريين، في تصوير فتيات جزائريات وهن في وضعية مخلة بالحياء، كما أودع قاضي التحقيق لدى محكمة غليزان منذ ثلاثة أشهر 6 أشخاص الحبس الاحتياطي، من بينهم ثلاثة رعايا من جنسية تركية، بتهمة ممارسة الفسق مع فتيات جزائريات من بينهن طالبات وتصويرهن وتهديدهن. وبأمر من وكيل الجمهورية بعد مراقبة عناصر الشرطة القضائية للمحل مسرح العملية، داهمت هذه الأخيرة المكان وألقت القبض على الرعايا الأتراك برفقة 3 فتيات في مقتبل العمر قادمين من ولاية وهران في حالة تلبس، ليتمّ فيما بعد استدعاء صاحبة المسكن والاستماع إليها، وتحويل الملف على جهاز العدالة.. * * شهادات جامعيات ذهبن ضحية العمل مع شبكات أجنبية * القضية السالفة الذكر والمتعلقة بتوريط طالبتين من كلية العلوم السياسية والإعلام جعلنا نقصد المكان للاستفسار أكثر حول خبايا القضية وهل يوجد فتيات أخريات ذهبن ضحيتها، وهو ما اكتشفناه عند لقائنا مع الطالبة التي لقبت نفسها ب "ملاك"، تدرس السنة ثالثة تخصص سمعي بصري، حيث كشفت لنا رفقة ثلاثة من صديقاتها معلومات خطيرة حول عمل هذه الشبكات الأجنبية المتواطئة مع شبكات محلية جزائرية تضم طالبات وأساتذة وإطارات وحتى حراس أبواب بعض الإقامات الجامعية.. قصة ملاك القادمة من ولاية داخلية بدأت بعلاقتها مع فتاتين شاركنها نفس الغرفة بالإقامة الجامعية.. كانتا تتحدثان أمامها كل ليلة عن مغامراتهما الغرامية في النهار وعن الغنائم التي تحصلتا عليها جراء علاقتهما المشبوهة بأحد الجزائريين الذي عرّفهما بلبناني يملك العديد من المحلات التجارية والمطاعم في الجزائر والذي كان ينفق عليهما بسخاء مقابل الخدمات التي تقدماها والتي كانت تعود عليهما بمبالغ مالية وهدايا جعلت لعاب "ملاك" الفقيرة يسيل.. لكن تربيتها المحافظة جعلتها تثبت أمام بعض الدعوات التي وجهت لها من هنا وهناك خاصة أنها تملك هيئة الفتاة الريفية ذات الجمال الطبيعي الفاتن، مما جعل صديقتيها اللتين يشاركنها الغرفة يقترحان اصطحابها عشية أحد الأيام لحضور حفلة عيد ميلاد إحدى الصديقات التي تعرفها ملاك وهو ما فعلته حيث قالت.."ذهبت إلى حفلة عيد الميلاد التي أقيمت بأحد المطاعم القريبة من الجامعة أين وجدت جلسة مختلطة تجمع عددا كبيرا من الطالبات والطلبة وبعض الضيوف من أصحاب "الأموال" ورائحة السجائر تملأ المكان المدوي بصوت الأغاني... جلست في مكان منعزل وإذا بصديقتاي تتقدمان إلي ومعهما رجل جاوز الأربعين سنة وأثر الغنى باد على هيئته.. قالوا لي هذا اللبناني الذي كنا نتحدث عنه في الغرفة.. يريد أن يتعرف عليك.. فجلس أمامي وقال "أين كنت مختبئة؟ فتاة في مثل جمالك تحبس نفسها في غرفة من أربعة جدران وهناك ألف من يتمنى نظرتها وكلامها.." واستمر في كلامه المعسول ليقول كلمة بقيت منقوشة في ذهني "مارأيك أن تعملي معنا وسأعطيك 30 مليون سنتيم دفعة واحدة وتتقاضي مبلغا شهريا لن يقل عن ستة ملايين سنتيم .."، ذهبت إلى غرفتي في المساء وما جرى في حفلة الميلاد لم يفارق ذهني لتقول لي صديقتاي لو قبلت عرض صديقنا ستصبحين كالملكة وستخرجين كل عائلتك من الفقر الذي يلازمهم.. فقررت تجريب العرض من باب الفضول والتعرف على عالم طالما اعتبرته مجهولا وغامضا.. في الصباح ذهبت مع صديقتيّ لأحد "المحلات الفاخرة ببن عكنون لنلتقي بالرجل اللبناني الذي يلقب نفسه "علامة" فقال لي هل فكرت فيما قلت لك أمس؟ فقلت نعم قبلت، فأخرج 10 ملايين سنتيم من جيبه وسلمها لي وقال سأعطيك الباقي فيما بعد وأعطى مبلغ ثلاثة ملايين سنتيم لصديقتيّ وقال هذا نصيبكما وأنا أنتظر المزيد وأمرهما بالانصراف ليبقى منفردا بي وقال "ما اسمك قلت "ملاك".. فقال هذا لا يليق.. اسم عملك هو "سوزان" وأضاف هل حدثتك صديقتاك عن أسلوب عملنا؟ قلت: بعض الشيء. فقال "نحن نتعامل مع أناس محترمين وذوي نفوذ كبير، الخطأ معهم ممنوع، وعليك أن تطبقي ما يُطلب منك بالحرف الواحد.. أولا عليك أن تجلسي مع السائق الذي ينقلك لمختلف الأماكن من الوراء لاجتناب الشكوك وإذا وصلت للزبون لا تسأليه من هو وماذا يعمل.. وإذا لاقيته في مكان ما لا تتحدثي معه لأن معظمهم متزوج وذو وظائف مرموقة و..، أجرك سيكون حسب الخدمات التي تقدمينها: السهرة ب 3000 دج والمبيت ب 5000 دج والسفر لمدة ثلاثة أيام ب 10 آلاف دج..." * تواصل ملاك حديثها "كنا نعامل أنا وصديقتيّ كالحيوانات، يأتى بنا لنشبع غريزة رجال من مختلف الأعمار والمناطق، كانوا يدفعون بسخاء لكنهم كانوا يمتنعون عن الكلام معنا وإذا ما تجرأنا على الحديث معهم حول أمورهم الشخصية قالوا لنا أطيعوا أمر سيدكم.. تحصلت في الشهر الأول تقول "ملاك" من عملي على سبعة ملايين سنتيم تغيرت حياتي كلها والصديقات اللواتي تراهم أمامك الآن أنا من أدخلتهم إلى عالم الفساد وتقاضيت على كل واحدة منهن ثلاثة ملايين سنتيم لتتكلم إحداهن: "ملاك ذهبت ضحية صديقتيها ونحن ذهبنا ضحية ملاك التي نعذرها فيما فعلت فالأموال يمكن أن تغير الإنسان فنحن اليوم نحصل على كل ما نشاء لكننا فقدنا شرفنا ودراستنا وخنا أهلنا.." لتقاطعها أخرى "أنا تعبت.. أريد أن أتوقف عن هذا العمل لكننا مهددات بنشر صور أخذت لنا ونحن فاقدات للوعي حيث كنا نسهر في الفنادق التي كنا نتناول فيها الخمر ليصعد بنا إلى الغرف ويتم تصويرنا مقابل مبالغ مالية إضافية.." تقطعها ملاك "أنا اليوم صرت معروفة لدى العديد من الشخصيات والأساتذة والشباب.. هاتفي النقال لا يتوقف.. أما الرجل اللبناني "علامة" فقد رحل منذ شهر لتورطه في إحدى القضايا، حيث تلقى تهديدا بالقتل من طرف أحد زبائنه الذي أخذت له صورا وهو مع إحدى الفتيات.. كان يشغّل أزيد من 15 طالبة، منهن 5 من العاصمة وأخريات من ولايات داخلية وساحلية. كان يساعده العديد من لبنان ومصر يملكون بيتزيريات ومطاعم بالإضافة إلى تواطئه مع العديد من الشخصيات الجزائرية النافذة.. * * من الجامعة إلى احتراف الفسق في لبنان * أكدت لنا "ملاك" أنها تلقت رفقة صديقتيها دعوة من طرف اللبناني "علامة" للسفر إلى لبنان، حيث وعدهن بمضاعفة أجرتهن 5 مرات وسيعملن في أكبر المطاعم والفنادق التي يتوافد عليها شخصيات من مختلف البلدان العربية والأجنبية وستكون الأجرة "بالدولار بدل الدينار".. وأضافت ملاك أنها رفضت الدعوة لأسباب عائلية، غير أنها أكدت أنها تعرف العديد من الفتيات اللواتي أوقفن دراستهن وسافرن إلى لبنان بسبب الوعود والإغراءات التي تحصلن عليها غير أنهن اليوم يعانين الأمرين هناك، حيث هاتفتها صديقتها منذ أسبوع وقالت لها "أريد العودة إلى الجزائر ولا أملك ثمن التذكرة إننا ننام في العراء بعدما كنا ننام في الفنادق.. أصحابنا تخلوا عنا واستبدلونا بمن هن أصغر وأجمل من اللبنانيات والمصريات والسوريات.." وتضيف ملاك أنها منعت العديد من الفتيات من السفر محذرات إياهن من المصير المجهول والخيانة التي سيتعرضن لها خاصة إن أخطأت إحداهن وتعرضت للحمل، حيث سمعت عن جزائرية لا تتعدى الثلاثين من عمرها انتحرت في لبنان بعدما اكتشفت حملها ولم تجد من يساعدها في إجراء عملية الإجهاض.. وتضيف أن الشبكات الأجنبية المتواجدة في الجزائر تعتمد بالدرجة الأولى في جلب الطالبات على الإغراءات والوعود الخيالية التي لا تتحقق في كثير من الأحيان.. * * 12 ألف فتاة دخيلة على الإقامة الجامعية و33 شبكة تصنع الانحلال * 12 ألف فتاة تقطن الإقامات الجامعية ولا علاقة لهن بالجامعة، معظمهن مقيمات بأسماء مستعارة والأخريات متواطئات مع الإدارة.. هذا ما كشف عنه الشيخ شمس الدين صاحب الجمعية الخيرية لتزويج الشباب في كتابه "تأنيس العوانس"، حيث أكد أن الانحلال الأخلاقي الذي تشهده الجامعات راجع إلى هؤلاء الدخيلات اللواتي يتعاملن مع شبكات دعارة جزائرية ومحلية مقابل أموال مغرية. * كما كشف لنا مسؤول الإعلام بالطلابي الحر عن تورط عدد كبير من الطلبة الإفريقيين والفلسطينيين في شبكات دعارة تستغل حاجة الطالبات الجزائريات، حيث يعمد هؤلاء الطلبة إلى استئجار شقق خارج الإقامات الجامعية واصطحاب فتيات للمبيت معهن مما أدى في كثير من الأحيان إلى طردهم من السكنات المجاورة التي عادة ما تكون في أحياء آهلة بالسكان. * ومن جهة أخرى، أكدت لنا مصادر مطلعة بالموضوع تواجد أزيد من 33 شبكة مشبوهة محلية وأجنبية تعمل في الجامعات والإقامات الجامعية تقوم بربط علاقات غير شرعية بين الطالبات وشخصيات ذات نفوذ وأموال بالتعاون مع طالبات معظمهن من معيدات السنة ويستعملن سياسة التحويلات للبقاء أكبر مدة ممكنة في الجامعات ومنهن من هجرن أهلهن ومناطق سكناهم بعد تعرضهن للفضيحة. *