بعد أربع سنوات، أي في عام 2012 سيكون جسر سيدي راشد الكبير بقسنطينة، قد بلغ قرنا منذ أن دبّت فيه الحركة عام 1912 وكان إلى غاية الإستقلال أكبر جسر حجري في العالم، إذ يبلغ طوله 448م وعرضه 12 مترا وعلوه 105 متر.. * ولكن للأسف قد تصل الذكرى المئوية للجسر تزامنا مع انهياره إذ أكدت الدراسة التقنية لشركة (سنيكسول) أن الجسر مهدد بالانهيار بفعل انزلاق التربة من مدخله الشرقي بفعل التسربات المائية، واشتكى مؤخرا أفراد من 22 عائلة بنت منازلها أسفل الجسر من الحجارة التي صارت تتهاطل على أسقف منازلهم، والغريب أن السلطات في قسنطينة تضخ بين الحين والآخر مبالغ مالية هامة تقول إنها مخصصة لترميم هذا الجسر العملاق الذي هو في حدّ ذاته أحد أهم المنتوجات التراثية في الجزائر، لتتأكد الآن السلطات الحالية بأن الترميمات السابقة كانت مجرّد مسحات ماكياج، وعاودت افتتاح 80 مليارا لأجل ترميمه دون أن تباشر أعمالها، رغم أن الخطر تضاعف وصرنا نخشى أن يدخل مرحلة الميؤوس منه. وتعتبر مديرية النقل بقسنطينة الحالية مسؤولة مباشرة عن تدهور حالة الجسر، حيث تركت لعدّة سنوات الحافلات تمر عبره إلى درجة أن محطة كاملة كانت قابعة في مدخل الجسر العملاق "محطة كريكري". * وبعد منع سير الحافلات والشاحنات كانت حالة الجسر قد تدهورت مع الإشارة إلى أن حركة السير الآن، تتجاوز الحد المطلوب عبر هذا الجسر الذي قد تتدهور حالته مع ارتفاع الحركة فيه بسبب غلق وسط المدينة بسبب بداية أشغال الترامواي، وإذا كانت قسنطينة تتمنى أن تنجز جسر الإستقلال العملاق الممتد على مسافة 1 كلم والذي سينجز من طرف شركة برازيلية ولن يرى النور قبل 2012، فإن المدينة مازالت تنعم بأربعة جسور كبرى بنيت جميعها في العهد الفرنسي مابين 1863 و1912 وثلاثة جسور صغيرة بنيت في 1928 في زمن لم تكن فيه حركة المرور كما هي حاليا.