أكد محمد رمرام رئيس جمعية اتحاد تجار اللحوم الحمراء، أن أعراض الحمى القلاعية، اكتشفت مؤخرا في عدد من ولايات الجنوب الغربي للوطن كالبيض والنعامة، بإصابة عدد من الأغنام، ما استدعى تدخل مصالح البيطرة لتطويق الوباء، وهو العامل الذي سيتسبب حسب المتحدث في عدم استقرار أسعار لحم الخروف المرشحة للارتفاع، قد يمتد إلى غاية شهر رمضان، سيما أن موسم التساقط هذا العام كان نافعا، أزاح عن المربين أعباء شراء الأعلاف. وقال رمرام في تصريح خص به "الشروق"، إن المؤشرات المذكورة سالفا، تنبئ بارتفاع سعر لحم الخروف، خلال الشهر الفضيل، الذي تزداد فيه كمية الاستهلاك أكثر من 3 أو 4 أضعاف، مقارنة بباقي شهور السنة، بسبب ما وصفه المتحدث غياب ثقافة المستهلك، واللهفة التي تلازمه خاصة الأيام الأولى من رمضان، حيث قدر نسبة ارتفاع الأسعار من 3 إلى 5 بالمئة بأسواق الجملة، في حين تبقى أسعار لحوم البقر مستقرة، نظرا لاستمرار استيرادها . واستطرد المتحدث قائلا أن مشكل التذبذب في الأسعار وعدم استقرارها كل سنة، يرجع إلى غياب استراتيجية لتربية المواشي، حيث لا يزال القطاع يسير دون تخطيط ولا آفاق واضحة المعالم، والدليل أن حتى نعمة التساقط تستغل من طرف المربين الذين يرفضون بيع أغنامهم إلى غاية عيد الأضحى، لوفرة الحشائش التي تتغذى عليها ماشيتهم، مزيحين عنهم أعباء شراء الأعلاف التي تكلفهم أموالا طائلة في حالة تسجيل موسم جاف. وعلى صعيد آخر، دق رمرام ناقوس الخطر بخصوص الذبح المفرط للخروفة المعروفة عند العامة، ب"الرخلة"، والممنوع قانونيا ذبحها لما في ذلك من قطع للنسل، حيث يلجأ العديد من الموالين إلى بيعها، نظرا لكثرة الطلب عليها لسعرها المنخفض الذي يتراوح ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف دينار، وهو ما يتسبب في نقص الإنتاج، وانقراض ثروة الأغنام أو "المال" بالجزائر، يضيف المتحدث، الذي أكد أن الظاهرة ظهرت للوجود خلال فترة التسعينات من القرن الماضي، أي زمن العشرية السوداء التي انتشرت فيها الفوضى، وهو ما دفع بالجمعية إلى تقديم اقتراح للدولة، يقضي بأن تقوم هذه الأخيرة بشراء "الرخلة" من أسواق الجملة لتفادي ذبحها وتربيتها داخل المزارع النموذجية المغلقة منذ سنوات.
نفوق 10 أبقار وعشرات الأغنام في يوم واحد بالمدية عادت مخاوف توسع رقعة الاصابة بداء الحمى القلاعية إلى ولاية المدية، بعد نفوق 10 بقرات، وعشرات الرؤوس من الماشية، بمناطق "اولاد حضرية"، و"سيدي دمد"، و"تعزيزا"، الواقعة في محيط مدينة عين بوسيف في الجنوب الشرقي لولاية المدية، وقد شهد هذا الاسبوع لوحده نفوق 8 بقرات في يوم واحد باولاد حضرية، وأكثر من 70 رأس ماشية، بمنطقتي تعزيزا، وسيد دمد في يوم واحد أيضا. وبحسب ما علمته الشروق من موالين بالمنطقة، فإن أعراض مرض الحمى القلاعية بدا على الرؤوس النافقة، وذكروا بأنها لم تمهل مالكيها الوقت الكافي لإحضار الطبيب البيطري، اذ سرعان ما تؤول إلى النفوق، بعد ظهور الأعراض عليها في أقل من 48 ساعة، وأضاف هؤلاء بأن بعض موالي المناطق المذكورة، كانوا قد عمدوا خلال الأيام القليلة الماضية إلى جلب عدد من رؤوس الماشية من اسواق مدينتي بوقطب والبيض غربي الجزائر، يشتبه في اصابتها بالحمى القلاعية، قبل ان تتسبب في نشرها بهذه المناطق، بالنظر لطابع العدوى الذي يتميز به هذا النوع من الامراض الحيوانية. ويتخوف هؤلاء الموالون من أن تتحول منطقة عين بوسيف، وما يحيط بها من مدن وأسواق، إلى بؤر حقيقية لهذا المرض، بسبب أسواق الماشية الكبيرة التي لا تزال مفتوحة من جهة، وبسبب تحفظ الموالين عن التصريح بالحالات المرضية في حظائرهم واسطبلاتهم من جهة اخرى، خصوصا وأن هذه المدينة ومحيطها يحوزان اكثر من ثلث رؤوس الماشية بولاية المدية التي تحصي مصالحها اكثر 800 الف رأس، دون احتساب الماعز الذي تجاوز ارقامه 100 الف رأس. كما يتخوف هؤلاء من ان تتوسع دائرة الاصابة بهذه الحمى إلى اصطبلات البقر، التي تحصي ولاية المدية قرابة 50 الف بقرة بها، الامر الذي سيؤثر على عملية انتاج الحليب البقري، الذي شهد في الاونة قفزة بتجاوزه حدود 100 مليون لتر سنويا، في دعوة منهم إلى تدخل عاجل من قبل الوصاية، قصد محاصرة الوباء في بؤره المذكورة، والتحقيق في المجالات الممكنة لتوسعه، مقارنة بخطوط تحرك المواشي والابقار المصابة في اسواق الولاية واسواق الولايات المجاورة. جدير بالذكر، ان بعض الموالين الذين التقتهم الشروق جنوبي المدية، والذين قاموا بمعاينة الرؤوس النافقة، أكدوا ان أعراض مرض الحمى القلاعية هذه المرة، بدت اكثر حدة، وتاثيره على الحيوانات اكثر فتكا، الامر الذي بات يحتم على بيطريي الولاية بذل مزيد من الجهد في التشخيص، خصوصا وان بعض المصادر تتحدث عن دور مشبوه لبعض دول الجوار في تصدير نسخة مطورة من داء الحمى القلاعية إلى الجزائر عبر التهريب.