أكدت،الأحد، مصادر أمنية أن "عطبا" أصاب الخزنة المصفحة، غداة إجبار العصابة، قابض بريد رأس العيون ولاية باتنة، على فتحها بالمفتاح، ما حال دون السطو على المبلغ المالي المحفوظ بها جراء فساد المفتاح في القفل، مع فرضية تعمد القابض كمال بن يحيى المكنى جمال، فعل ذلك حتى لا يتم الاستيلاء على المبالغ المالية، فيما قالت مصادر أن سقوط الضحية متأثرا بحالة الصدمة والهلع عقب تكبيله وخنقه، تكون أجبرت أفراد العصابة المفاجئين بالحادثة على الفرار دون أخذ سنتيم واحد من المبلغ الموجود بالخزينة، الذي أكدت بشأنه مصادر أمنية أنه قدر بحوالي 200 مليون سنتيم وليس قرابة مليار كما تم تداوله أمس، في حين حصل المحققون على خيوط إيجابية لتحديد مرتكبي عملية السطو التي انتهت بجريمة قتل خلفت إستنكارا واسعا لدى سكان بلدية رأس العيون الهادئة. وأكد الكثير ممن تحدثنا معهم على أن الفقيد جمال بن يحيى كان يتمتع بأخلاق عالية ومستوى ثقافي راق، ما جعله يتواصل مع الجميع سواء بشكل ميداني أو في الفضاء الافتراضي، وهو ما يعكس في نظره صدقه في القول والعمل، بدليل أنه يحظى باحترام الجميع بناء على تفانيه في عمله، ناهيك عن تواضعه الذي جعله محبوب الجميع. ويبقى الأمر الذي صدم جميع من يعرفه هو مضمون آخر رسالة كتبها على صفحته في الفايسبوك والتي احتوت على عبارات مؤثرة، وكأنه شعر بدنو أجله، حيث دعا الجميع إلى تفادي إخباره عمن يكرهه، طالبا من الجميع أن يتركوه يحب الجميع بعيدا عن كل أساليب الغيبة والنميمة. وقد كان آخر ما كتبه على صفحته في الفايسبوك قبل يوم من اغتياله ما يلي "لا تخبروني عمن يكرهني أو يتكلم عني.. أتركوني أحب الجميع وأظن أن الجميع يحبني.. الحياة والعلاقات تنتظم وتستمر بالتغاضي وتنتهي وتتهدم بالتحقيق والتدقيق، قوموا بواجبكم إذن ما استطعتم إليه سبيلا ولا تبخلوا إن كان بإمكانكم إدخال بعض البهجة والسرور على قلوب من تحبون، كما لا تتيحوا أي فرصة للشيطان ليبعد بينكم، وتذكروا أن الدنيا فانية". وقد تم تداول هذه الرسالة على نطاق واسع على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" وسط إجماع على سمو أخلاق الفقيد ومحبته للناس.